كانت الحروب النووية في العقود الماضية أكبر خطر يهدد البشرية ككل، لعواقبها الوخيمة على الأرض والجو والبحر والنسل، لذا تم وضع حلول عملية حينها لمواجهة هذا التهديد من اتفاقيات ومعاهدات دولية. أما الآن فإن الشيء الوحيد الذي بإمكانه القضاء على البشرية ليست الحرب بالصواريخ النووية وإنما الانتشار الميكروبي والأوبئة. وعليه لابد من وجود آلية للتعامل والقضاء على هذه الأوبئة بمشاركة العالم كله ناهيك عن الدولة القُطرية والمجتمع. في مقال كتبه أحد العلماء العرب في مجال المناعة الطبية، ذكر أنه في محادثة مع زميل له، هو أستاذ المناعة الألماني (فيرنر مولر)، حول انتشار فيروس كورونا حول العالم في هذه الأيام، وعند سؤال العالم الألماني عن سبب عدم ارتدائه كمامة الأنف رغم أن ألمانيا من أكثر الدول في العالم حالياً من حيث عدد الإصابات بالفيروس مقارنة بالدول العربية؛ حيث لم يصل العدد فيها وقت المحادثة ألفي حالة، رد العالم الألماني قائلاً: أنتم من يجب عليكم ارتداء الكمامة والبقاء معزولين في منازلكم، لأنكم لم تكتشفوا بعد العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس ليتم حصره والتعامل معه، وزاد قائلاً: اكتشاف أعداد صغيرة قد يعني أن هناك أعداداً كبيرة لم تكتشف بعد قد تكون سبباً في انتشاره بصورة أكبر. وضرب مثلاً؛ بدولة كوريا الجنوبية حيث بقي الناس في المنازل وتم فحص وعزل المصابين حتى اكتشفت بؤرة الانتشار وتم معالجتها، وهذا هو المقياس الحقيقي للسيطرة على انتشار الفيروس -والكلام للعالم الألماني-، فالبقاء في المنازل والبعد عن التجمعات يقلل بشكل كبير من انتشار الفيروس وبذلك يمكن حصر المصابين وعزلهم والتعامل معهم». أ.ه. ومع استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، حذرت منظمة الصحة العالمية في جنيف من أن «خطر حدوث وباء» قد أصبح «حقيقاً جداً»، وذكر الأطباء أن الفايروس عادةً يتسبب في وفيات كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، لذا يجب علينا حماية وتثقيف هذه الشريحة من المجتمع وحمايتهم من مخاطر وباء كورونا. في محاضر ألقاها مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس عام 2015م في ملتقى (تد تووك)، وعنوانها (الوباء القادم: هل نحن جاهزون)، قال فيها:» إن اتباع التعليمات الوقائية وإيصال المساعدات والخبراء إلى أماكن انتشار الوباء هو الشيء الوحيد الذي نحتاجه للقضاء على مخاطر الأوبئة». من الأمثال الحجازية عن الحيطة والحذر والابتعاد عن المشاكل: «خليك في عشك محد ينشك».