يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شن حملة عنيفة ضد منافسه الأبرز في الانتخابات جو بايدن من خلال التشكيك بقدراته الفكرية واتهامه بالفساد. وأصبح جو بايدن الذي يلقبه الملياردير الجمهوري "سليبي جو" (جو النعسان) وهو نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وشخصية بارزة في مجلس الشيوخ، المنافس الأقوى في سباق الترشيح الديموقراطي. ويشدد في حملته الانتخابية على أنه يريد إعادة الهدوء و"الاحترام" إلى السياسة الأمريكية. وكانت ردة فعل ترامب على احتفال "الثلاثاء الكبير" لبايدن بمثابة إشارة إلى طبيعة المعركة المقبلة. وحتى لو أن ترامب هنأ "جو" على "عودته المذهلة"، فهو اقترح كما يفعل منذ أسابيع، أنه في حال توليه السلطة، سيكون مجرد دمية يقودها من الكواليس ممثلو "اليسار المتطرف". وقال ترامب في مناسبات عدة إنه يفضل رؤية سناتور فيرمونت بيرني ساندرز يخرج منتصرًا في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين. فقد كانت المواجهة مع الشخص الذي يتفاخر بأنه "اشتراكي" وقام بزيارة الاتحاد السوفياتي مع زوجته بعد وقت قصير من زواجهما وأشاد بالنظام الكوبي، ستكون أسهل بكثير، بالنسبة إلى ترامب. وقال مساء أمس الخميس "كنت مستعدًا لمواجهة بيرني" مشيرًا بشكل ممازح إلى أنه كان سيطلق كلمة "شيوعي" في أي فرصة ممكنة. وأضاف "ثم حدثت هذه القصة المجنونة" في إشارة إلى عودة بايدن متابعًا "أعتقد أنه سيكون من الصعب على (ساندرز) العودة". بايدن يمثل تهديدًا إثباتًا لكون الرئيس الجمهوري يرى دائمًا أن بايدن يمثل تهديدًا أكبر، فقد حاول زعزعة مكانته في أواخر العام 2019 من خلال مطالبة أوكرانيا بفتح تحقيق يطال ابنه هانتر بايدن. وكان الأخير مديرًا لمجموعة بوريسما للغاز عندما كان والده نائبًا للرئيس. إلا أن تلك القضية اتخذت منعطفًا عكس ما كان يتوقعه ترامب. فبعد اتهامه بأنه "طلب تدخل" أوكرانيا في حملة إعادة انتخابه العام 2020، حوكم في مجلس الشيوخ وبرئ بغالبية جمهورية. ورغم ذلك، يبدو ان اسم هانتر بايدن سيعود إلى الواجهة من جديد. وقال ترامب مساء السبت عبر محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية "سيكون هذا موضوعًا رئيسًا للحملة. سأتكلم فيه باستمرار. لا أرى كيف يمكنهم الإجابة على هذه الأسئلة. لقد كان فسادًا بشكل محض". ويعرف مسؤولو حملة بايدن ذلك، وسيتعيَّن عليهم إيجاد رد مقنع في قضية كان السناتور السابق مراوغًا فيها. في أوائل ديسمبر، غضب بايدن من ناخب اتهمه "بإرسال" ابنه إلى أوكرانيا. وقال "أنت كاذب لعين هذا الأمر ليس صحيحًا". يعرف ترامب كيف يكون قاسيًا وشرسًا من خلال العبارات الساخرة وتقليد الأشخاص. وقاعدته الانتخابية تطالبه بالمزيد منها. ومساء الأربعاء، قال على محطة "فوكس نيوز" أيضًا عن الرجل الذي عمل لمدة ثماني سنوات مع باراك أوباما "لقد كان دائمًا ميالًا إلى الوقوع في أخطاء محرجة... وكان دائمًا يوضع في مواقف حساسة بسبب ذلك".