افتتحت وكيلة وزارة التعليم الجامعي الأهلي الدكتورة ريمه بنت صالح اليحيا , اليوم ، مؤتمر ومعرض الخليج الحادي عشر للتعليم , الذي تنظمه جامعة الأعمال والتكنولوجيا UBT , بمقرها بجدة , على مدى يومين , بحضور معالي وزير التعليم المصري الدكتور خالد عبدالغفار . وأوضحت الدكتورة اليحيا , خلال الافتتاح أن الجامعات الأهلية للتعليم العالي ظهرت كمصدر لاقتصاديات الدول , ما تعد الأساس الذي ينطلق منه المفكرين والمبدعين في المستقبل , لتوفير جودة عالية لشباب المستقبل , مضيفة أن الجامعات الأهلية شهدت نمواَ خلال العشر سنوات الأخيرة , ما أسهم ذلك في تأسيس وكالة الوزارة للتعليم العالي الأهلي لتلبي احتياجاته وتعمل علي استخراج الرخص والاعتمادات والبرامج الأكاديمية. وأكدت وكلية التعليم الجامعي , أن التطور الصناعي غيّر العالم لطرق إيجابية وتفاؤلية، ما أسهم في رفع مستوى المعيشة لكثير من الناس وزباده اقتصاديات الدول وأسسّت الطريق للتحول الكلي لنظام التعليم في العالم، فالتعليم في الثورة الصناعية الرابعة يركز على التفكير النقدي وإدارة الموارد البشرية والذكاء العاطفي واستخدام الحكمة والحوار والمرونة. من جانبه أشار معالي مدير جامعه الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي , إن الدول الخليجية عامة تواكب التطور الذي يحدث في الصناعة , ما جعل المملكة تعمل بكل جدية على مواكبة هذا التطور , إذ تم إعداد مركزا للابتكار وكذلك منصة رقمية , إلى جانب مؤشرات باستخدام نواتج هذه الثورة الصناعية الرابعة بكل ما تحمل من مستجدات صناعية وتقنية وهو مؤشر علي جدية هذا التطور , مبينًاً أن هذا الإعداد والاستعداد لم يأتي إلا من خلال خطط تعليمية استراتيجية هادفة، واستنادا إلى نواتجها الإيجابية وبخاصة بعد تبني ولاة الأمر - حفظهم الله - على تلك الرؤية الطموحة 2030 . وأوضح الدكتور اليوبي أن هذه الطفرة ينبغي توظيف التعليم في بلادنا للاهتمام بأمور حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والتقنيات متناهية الصغير (النانو) والحوسبة وغيرها، وذلك من منطلق أن هذه النسخة من الثورة الصناعية تمثل في جوهرها الرقمنة الإبداعية، التي تعمل على دمج التقنيات المادية والرقمية والإحيائية من خلال إزاحة العوامل بينها، لتكون التكنولوجيا جزءا رئيسيا في كل أوجه الحياة, ما يحدث في مشروع نيوم العملاق، مثل المدن الذكية. إلى ذلك استعرض سمو الأمير الاستاذ الدكتور سعد بن سعود بن محمد عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ,في كلمته آراء عدد من النخبة من خبراء مؤسسات التعليم العالي على المستويين الإقليمي والعالمي , لافتا إلى أن دول الخليج والدول العربية الاخرى يستخدمون أكثر من 12 بالمئة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المجالات التعليمية والتدريبية , ما يؤهلها لتكون وسيلة للتطوير بالمجالات التعليمية والبحثية, بالإضافة إلى أن هناك طلب عالمي على التعليم العالي مصحوبا بنمو ملحوظ بالفئات السّكانية في البلدان التي تشهد نموا اقتصاديا سريعا يقابله تحولا كبيرا في الاهتمام من جانب الحكومات الوطنية بالتنافسية العالمية لإبراز جامعاتها , ما جعل التعليم العالي التقليدي معزولا عن القوى العاملة، بسبب السرعة التي تتغير بها الوظائف والتأثير الوشيك للذكاء الاصطناعي والأتمتة , حيث أصبحت "الفجوة في المهارات" لم تعد ترتبط بالنقص بعدد الموظفين بل بالنقص في الموظفين المهرة , فالمهن الحديثة تحتاج شاغليها إلى اكتساب مهارات إضافية باستمرار، مع إيجاد روابط أعمق بين أصحاب العمل والتعليم. من جانبه أكد رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبدالله بن صادق دحلان , في كلمته خلال الافتتاح أن المملكة تشهد تطوراً في جميع المجالات من خلال رؤية 2030 , ما أوجد لدينا شباب قادرين على إحداث تغيير حضاري في مجال التعليم , سواء كان التعليم العام أو التعليم الجامعي , لنواكب الثورة الصناعية الرابعة , التي تأتي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. وأشار دحلان إلى أن المؤتمر يناقش العديد من المحاور التي تختص برفع مستوي التعليم , إلى جانب استشراف آراء العديد من الخبراء على المستوي الإقليمي والدولي , الذين سيتحدثون خلال جلساته , ما يكسبنا خبره جديدة في هذا المجال وينعكس ايجاباً علي التجربة التعليمية لدينا في المملكة. بعد ذلك قامت وكيلة وزارة التعليم للتعليم الجامعي الأهلي , بتكريم الجهات الراعية والمشاركين وعدد من الجهات الحكومية والطلاب المتفوقين في تعليم جدة , وافتتاح المعرض المصاحب الذي تشارك فيه أكثر من 70 جامعة حول العالم , ومشاركة وفد التعليم المصري بمبادرة" أدرس " في مصر , التي أطلقها فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أول مشاركة دولية لمصر خارجياً عن المبادرة , ومشاركة دبي إكسبو 2020 لأول مرة في السعودية. يذكر أن المؤتمر يتناول خلال جلساته الدور الفاعل في تطوير التعليم العالي ومواجهة التحديات في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي أصبحت تمثل التقدم التكنولوجي , ما سيغير كثيراً من تفاصيل الحياه البشرية , ويدفع العالم إلى مضاعفة الاختراعات التكنولوجية الجديدة التي تمثل الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال والتكنولوجيا.