لا تزال مدينة نجران تزخر في جنباتها وعلى أطراف أوديتها الشهير ببيوتها التاريخية المبنية من الطين، تحمل في إطلالتها ونمطها العمراني تاريخ المكان وهوية المجتمع النجراني وتقاليده. وبعمر تجاوز الثلاثة عقود يعلو قصر العان التاريخي مزداناً بطرازه العمراني الفريد ورونقه وحوافه البيضاء المزخرفة، متربعاً بطوابقه الأربعة على قمة جبل العان حارساً للمدينة القديمة، ومدونة في الوقت الحاضر لجيل اليوم عن إرث وثقافة المنطقة، ورافدًا لمسارات السياحة الوطنية. واكتسب القصر المبني في عام 1100 ه، من الطين بنظام العروق، الاسم من القرية الواقع فيها، ومن تفاصيله ارتفاع السور لنحو سبعة أمتار، وأبراج المراقبة وبوابته الرئيسية، مطلاً على وادي نجران الشهير من الجهة الشمالية، ويقابله جنوبًا قلعة رعوم التاريخية وجبل أبو همدان، وعدد من القرى ومزارع النخيل التي شكلت بجانب العمران الحديث لوحة فنية بالغة الجمال والخصوصية لقصر العان التاريخ. ويولي أهالي المنطقة اهتماماً بالمباني التراثية وقصور الطين القديمة، من حيث الترميم وإعادة إصلاح أجزائها المتضررة, فيما تحرص الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وإمارة منطقة نجران على تشجيع أهالي المنطقة في المحافظة عليها والاعتناء بها، لما تمثله من تاريخ عريق وربط بالماضي الأصيل، ودعمًا كبيرًا للسياحة والاقتصاد في المنطقة. وأوضح مدير عام الهيئة بالمنطقة صالح بن محمد آل مريح أن قصر العان التاريخي من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، مشيرًا إلى أن المبنى شهد أعمال تأهيلية من قبل مُلاكه في مبادرة وطنية ذاتية نابعة من وعيهم بأهمية الإرث التاريخي الوطني. وبين أن القصور الطينية القديمة في المنطقة أصبحت من المحطات الجاذبة، والمعالم البارزة على خارطة السياحة المحلية.