تسريبات موقع (ذي إنترسبت الأمريكي) لوثائق استخباراتية إيرانية، عن (استضافة تركيا سنة 2014 لاجتماع بين جماعة الإخوان الإرهابية والحرس الثوري الإيراني الإرهابي لمواجهة السعودية، والتحالف ضدها)، كشفت حقيقة المؤامرات التي يحيكها السيد أردوغان للسعودية. إنه يُثبت يوماً بعد يوم أنه جعل من بلاده مكب نفايات لجماعة الإخوان الإرهابية، والحرس الثوري الإيراني الإرهابي بقيادة المجرم القاتل قاسم سليماني!! تخيَّلوا يا سادة أن أردوغان يجعل من أراضي بلاده منطلقاً للمؤامرات والدسائس ضد بلد يحترم تركيا وشعبها، وسيادتها على أراضيها، ولم يتدخَّل في يومٍ من الأيام في شؤونها!! ولاحظوا أيضاً أن هذه المؤامرات والدسائس ليست وليدة اليوم، بل كانت عام 2014، أي قبل خمس سنوات، بعد اقتلاع حكم جماعة الإخوان الإرهابية من قِبَل المصريين عام 2013م. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي اقترفته السعودية ليكن السيد أردوغان لها كل هذا العداء، وما دخل بلادنا باقتلاع جماعة الإخوان من حكم مصر، فهذا الأمر يُقرِّره الشعب المصري، وليست السعودية. ولم تأتِ هذه المؤامرات بعد أن وضع حاكم تركيا قاعدة عسكرية تركية على حدودنا الشرقية في قطر، ليُهدِّد أمننا الوطني، بل أتت هذه المؤامرات قبل ذلك بكثير، وما قامت به تركيا من حملةٍ هوجاء بعد مقتل الصحفي السعودي السيد جمال خاشقجي –يرحمه الله- ما هي -في الحقيقة- إلا تغطية على أفعاله التي يُمارسها ضد بلادنا. الوثائق تُثبت تورُّط تركيا ورئيسها في محاولات متكررة لزعزعة أمننا واستقرارنا. والوثائق التاريخية القديمة تُثبت استيلاء العثمانيون على آثارنا الإسلامية، ووضعها في المتاحف التركية، ليُشاهدها السائحين الأجانب؛ لتجني تركيا من ورائها مليارات الدولارات!!. السيد أردوغان وصل إلى ما وصل إليه من عداءٍ لبلادنا، بإيعاز من جماعة الإخوان المفسدين، وملالي إيران، لتُحرِّكه أوهام أجداده بفرض سيطرته على بلدانٍ عدة في الإقليم، وأقرب مثال على ذلك، ما حدث في شمال شرق سوريا، وتدخلاته في ليبيا، وقد اختلق أردوغان الانقلاب المزعوم لكي يُصفِّي مُعارضيه في الداخل وقد نجح في ذلك، واستطاع أن يُحوِّل تركيا إلى سجنٍ كبير لمُعارضيه، الذين بلغت أعدادهم، وفق منظمات حقوقية تركية وأجنبية، أكثر من 80 ألفاً، ما بين معتقل ومطرود من وظيفته، من بينهم ضباط وقضاة ومعلمين، ورجال أعمال، وحتى سائقو سيارات الأجرة لم يسلموا من شر زبانية أردوغان. وهذه الأفعال سوف تجعل سياسة تركيا الخارجية في عزلةٍ تامة، فنرى الآن تكتُّل أوروبي ضد تركيا واقتصادها -الذي يعتمد جُلّه على السياحة- الذي أخذ يتفكَّك وينهار، حيث كانت عملة تركيا أكثر بقليل من الدولار الأمريكي، وأصبحت الآن قرابة ال6 ليرات تركية، تساوي دولاراً أمريكياً واحداً.. هذه السياسة التي يتّبعها أردوغان، والتي لا تضع لمصالح تركيا العليا أي اعتبار، سوف تُعجِّل بسقوط تركيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فالسيد رجب طيب أردوغان في ورطةٍ كبيرة داخل حزبه الذي أوصله إلى سدّة الحكم. قلتُ في مقالاتٍ سابقة، وما زلت أقول: إن حاكم تركيا ينهج النهج نفسه لملالي إيران، بإحكام قبضته على بلده، الذي يزعم دائماً أنه بلد ديمقراطي، إلا أن ما يقوم به أردوغان في الداخل والخارج هو مقامرة غير محسوبة، ستتسبَّب في خسارته لأغلب دول المنطقة، والعديد من الدول الأوروبية التي كانت في يومٍ من الأيام، حليفة لبلاده. إن المملكة العربية السعودية لا تحتاج إلى تركيا في شيء، بل العكس هو الصحيح، فتركيا بحاجة إلى دعم السعودية السياسي والاقتصادي والتجاري والسياحي وغيره. حيث إن بلادنا يعمل بها عشرات الآلاف من الأتراك، وهم بتحويلاتهم يَدعمون اقتصاد تركيا، ويعلم الجميع أنهم يمتهنون حرف وأعمال من السهولةِ بمكان قيام رعايا دول أخرى بها. وأخيراً، إن القاصي والداني يعلم جيداً سعة صدر وحلم قيادتنا الرشيدة، إلا أنها لن تقبل -بأي حالٍ من الأحوال- أن يؤذينا أحد، ونأمل أن يفيق كل مَن لديه أطماع تجاه بلادنا ويعود إلى رشده، حتى لا يكون آخر الدواء هو الكي.