المرونة بشكلها الصحيح، أو كما نعرفها هي قدرة الفرد على التأقلم مع مصاعب الحياة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة، والمحن الشديدة، المتمثلة في مشكلات عائلية أو عاطفية أو أزمات صحية أو متاعب مهنية أو اقتصادية، حيث تتمثل المرونة في قدرة المرء على تجاوز هذه المعاناة والاحتفاظ الفعال بحالته النفسية بصورة جيدة، وعندما نبحث ونتعمق قليلاً في داخلها.. نجد أن المرونة النفسية ليست قوة خارقة أو نادرة، ففي الواقع توجد المرونة النفسية في الأشخاص العاديين، كما أن أي شخص يمكنه اكتسابها وتنميتها، ولذا يجب النظر إلى المرونة النفسية على أنها عملية نضج وليست صفة، فهي عملية فردية يسعى من خلالها الفرد لمعرفة ذاته وقدراته المتميزة، وعليه.. إذ تتضح الصورة الحقيقية والجوهرية للمرونة بأنها سمة حميدة في الأصل حتى وإن كانت بدايتها سلبية أو لنقل أن من أهم مسبباتها والتي هي عبارة عن: ظروف قاهرة أو صعبة عديدة ومتنوعة كانت ومازالت محيطة بنا لتؤثر علينا، فكلها تكفي لأن تكون وبالنسبة لنا دافعًا قويًا ومحفزًا في تغيير نمطنا ووضعنا وسلوكنا وكذلك في طريقة تفكيرنا وطرحنا لأفكارنا (إن استطعنا) أو من بعض ما كان أو يكون فينا من مكابرة أو تكبر وقساوة في تعاملنا مع الآخرين تبعًا لقيمتنا ومكانتنا المرموقة أو لمسؤوليتنا أو ربما بسبب عاداتنا وتقاليدنا أو تربيتنا.. إلخ، وذلك على كافة وتنوع الأصعدة والأنشطة، سواء أكان ذلك في المنزل مع أسرتنا مثلاً ابتداء من الزوجة وانتهاء مع أولادنا بشكل خاص أو في العمل مع زملائنا ورؤسائنا أو في المجتمع بصفة عامة أو مع كل من نتعامل معهم من زملاء وأصدقاء وأقرباء.. إلخ. وفي الختام.. ليس عيبًا أو من المعيب بأن تتنازل قليلاً لكي تكون شخصًا مرنًا وإيجابيًا مع كل من حولك لا سلبيًا، وكذلك سعيدًا ومقبولاً ومحبوبًا بالنسبة لهم كي تكون نفسيتك مرتاحة وحياتك إلى الأفضل، وحتى لا تكون صعبة وكئيبة لتفقد فيها نفسك أولاً وقبل أن تخسرها ثانيًا.