شهدت العاصمة العراقية ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون ب»إسقاط النظام»، ويحتلون ليل نهار ساحة التحرير بوسط بغداد رغم وعود السلطة بالإصلاحات. وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة السبت، بحسب ما قالت مصادر طبية خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له. ومنذ الأول من أكتوبر، قتل 257 شخصًا خلال التظاهرات وأعمال العنف في العراق، بحسب أرقام رسمية. وآخر حصيلة نشرت كانت مساء الأربعاء. ومذ ذاك الحين، ووفقًا لمصادر طبية وأمنية، قتل سبعة متظاهرين على الأقل في بغداد، بعضهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم بالعادة وتطلقها الشرطة بشكل أفقي. وقتل شخص آخر في الناصرية بجنوب البلاد، برصاص حراس مقر مسؤول محلي. وأمام موجة الاحتجاجات التي تتزايد يومًا بعد يوم، وعد الرئيس برهم صالح بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد. وأكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أنه مستعد للاستقالة إذا ما وجد البديل. يأتي هذا فيما أجمع محتجون في ساحة التحرير على «أن لا أحد يمثل الشعب، لا إيران ولا الأحزاب ولا رجال الدين، نريد بلدنا». ويرى المحلل المختص في شؤون العراق فنار حداد، أن التحدي الأكبر الذي يواجه السياسيين العراقيين حاليًا، هو دعوات المحتجين إلى «استقالة النظام». لكن «يبدو أن السياسيين لم يدركوا ذلك وما زالوا يستغلون المواقف لتسجيل النقاط ضد بعضهم البعض»، وفقًا للمحلل. بومبيو: العراقيون يستحقون العدالة إلى ذلك، دعت الولاياتالمتحدة الحكومة العراقية إلى «الإصغاء للمطالب المشروعة» للمتظاهرين. وانتقد وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان أيضًا التحقيقات التي أجرتها السلطات في بغداد حول أعمال العنف معتبرًا أنها «تفتقر إلى الصدقية الضرورية»، ومؤكدًا أن «العراقيين يستحقون العدالة وأن تتم محاسبة المسؤولين فعليًا». وأضاف «ينبغي التخفيف من القيود المشددة التي فرضت أخيرًا على حريتي الصحافة والتعبير»، معتبرًا أنه «لا يمكن فصل هذه الحريات عن أي اصلاح ديموقراطي». ترامب: أعرف تمامًا زعيم داعش الجديد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أنه «يعرف تمامًا» من هو الزعيم الجديد لتنظيم داعش الذي خلف أبوبكر البغدادي بعد مقتله، والذي لا تتوافر معلومات دقيقة عنه. وكتب ترامب على تويتر «لتنظيم داعش زعيم جديد. نعلم تمامًا من هو» بدون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان تنظيم داعش أعلن الخميس تعيين أبي إبراهيم الهاشمي القرشيّ خلفًا له، كما دعا إلى «الثأر» لمقتله والانتقام من الولاياتالمتحدة. ولم يتم إلا نادرا تداول اسم القرشيّ بين الأسماء المطروحة لاحتمال خلافة البغدادي. ولا تتوافر تفاصيل عن الزعيم الجديد للتنظيم حتى إن جنسيته غير معروفة. الطيران الفرنسي يدمر أنفاق داعش في العراق أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي عبر تويتر أن الطيران الفرنسي قصف الخميس «العديد من المخابئ والأنفاق» التابعة لتنظيم داعش في شمال شرق العراق، مكررة «عزم» باريس على مواصلة التصدي للإرهابيين في المنطقة. وكتبت بارلي «بالأمس، قصف الطيران الفرنسي العديد من المخابئ والأنفاق التابعة لداعش الذي لن نرحمه». وأضافت أن المنطقة «شهدت أخيرًا أحداثًا عدة. إن موقف فرنسا ثابت وعزمها على مكافحة الإرهاب لم يتغير»، في إشارة إلى الانسحاب الأخير للقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا بناء على قرار الرئيس دونالد ترامب رغم استياء حلفائه. ووفق معلومات أدلت بها هيئة الأركان الفرنسية، فإن «دورية لمقاتلات رافال شنت ضربة على العديد من مخابئ داعش في شمال شرق العراق» في إطار عملية «شامال» الفرنسية التي تشكل جزءًا من عملية التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأوضحت هيئة الأركان أن هذه الضربة «التي تم تحضيرها مع حلفائنا في إطار عملية التحالف الدولي،سبقتها عملية استطلاع قامت بها طائرة اتلانتيك 2 (الفرنسية) للدوريات البحرية بدعم من طائرة مسيرة للتحالف». وأضافت أن الهدف كان «تدمير العديد من الانفاق التي يستخدمها داعش كقاعدة خلفية لتحركاته، وتقليص قدراته اللوجستية والعسكرية في هذه المنطقة».