تشكل القراءة والكتابة أهمية كبيرة لعملية التعليم والتعلم وبدونهما لا يمكن بأي حال من الأحوال الحصول على تعليم وتعلم متقن، ويعتبر الضعف القرائي والكتابي من مشكلات التعليم الأساسية والتي اهتمت بها دول العالم وركزت عليها البحوث التربوية بالدراسة والتحليل لمعرفة الأسباب المؤدية لهذه المشكلة وطبقت بعض الدراسات العديد من البرامج المقترحة لرصد فاعليتها في معالجة الضعف القرائي والكتابي مثل دراسة (الرمحي، مجلة الجامعة الإسلامية التربوية والنفسية 2017)، ودراسة (العبيدي، مجلة أبحاث الذكاء والقدرات العقلية، 2017)، وغيرها من الدراسات الكثيرة في هذا الموضوع. وبالرغم من اهتمام وزارة التعليم بالمملكة بهذا الموضوع من خلال الاهتمام بمعلمي الصفوف الأولية تدريبًا وتحفيزًا إلا أن مشكلة الكتابة والقراءة لازالت قائمة، وهذه المشكلة لا تقتصر على ضعف الطلاب في مادة القراءة فقط بل كأثر لها يمتد الضعف ليشمل المواد الأخرى كالرياضيات والعلوم.. وتعتبر القراءة والكتابة مهارة أساسية لابد منها حتى يتمكن الطالب من التعلم والاستفادة من مصادر المعرفة باستقلالية، الأمر الذي جعل معالي وزيرالتعليم د. حمد آل الشيخ يوجه بتخصيص العشر الدقائق الأولى من كل حصة لتعويد الطلاب على الكتابة في نفس موضوع الحصة، وتمثل هذه العشرالدقائق تقريبًا 20٪ من وقت الحصة وهنا نتذكر قانون باريتو الشهير 20/ 80 وهو أن 20٪ من الوقت يحقق 80٪ من النتائج، وهو ما يهدف إليه معالي الوزير، وهو توجيه ذكي سيحقق بإذن الله عوائد كبيرة على جودة نواتج تعلم طلابنا، وحتى يمكن تجويد مخرجات هذا التوجه أرى تنفيذ بعض الاجراءات وهي: التدريب الشامل لكل المعلمين والمعلمات على كيفية استغلال هذه العشر الدقائق بعد إعداد حقيبة تدريبية (العشر الدقائق الأهم)، التقويم المستمر لأثر هذا التوجه ومحاولة تحسين الممارسات باستمرار، تبني المشروع من قبل المسؤولين والمشرفين وقادة المدارس ومتابعته، رصد التجارب الناجحة ومشاركتها مع الآخرين وإبرازها. إنني على يقين أن هذه (العشر الدقائق الأهم) ستحدث حراكًا تربويًا كبيرًا وستحقق لنا نواتج تعلم تليق بالجهود الكبيرة التي تبذلها بلادنا الحبيبة ووزارتنا الطموحة. محمد إبراهيم الزاحمي مدير تعليم القنفذة