أتفهم جيداً ردود الأفعال السلبية في أعقاب تعادل منتخبنا الوطني أمام المنتخب اليمني 2/2 في مستهل التصفيات الأولية الآسيوية لكأس العالم 2022 وبطولة آسيا 2023 والتي اتسمت (بعدم الرضا) جماهيرياً وإعلامياً، وأتفهم أكثر بأن حالة (عدم الرضا) هي الشعور الطبيعي، وردة الفعل الطبيعية، لأن جماهير الكرة السعودية تعول على هذا الجيل الجديد أن يكون بحضوره وانتصاراته ومكاسبه امتداداً لجيل البطولات!. أتفهم أيضاً بأن ردة الفعل السلبية للجماهير والإعلام تنم عن غيرة وحرص ومحبة تتطلع بأن يعيد هذا المنتخب سيرة الرواد والأبطال والعمالقة عربياً وإقليمياً وقارياً وعالمياً، هي أيضاً حالة (دهشة) و (استغراب) أن هذا المنتخب لم يقدم - بصراحة - ما يوازي ما قدمته القيادة الرشيدة ممثلة بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، والهيئة العامة للرياضة والإتحاد السعودي لكرة القدم!. تخيلوا -وهذه مفارقه عجيبة- واستناداً إلى فارق التصنيف الدولي فيما بين المنتخب السعودي والمنتخب اليمني.. أن المنتخب اليمني هو الذي كان يتقدم بالنتيجة والمنتخب السعودي هو الذي يتعادل.. هو تعادل -بلا شك- وخسارة (لنقطتين) في مستهل مشوار التصفيات الأولية لكأس العالم 2022 والتصفيات الآسيوية 2023. ما يعني -بصراحة- بأن مسؤولية خسارة (نقطتين) أمام منتخب متأخر في التصنيف الدولي لا يتحملها الجهاز الإداري ولا حتى الجهاز الفني بقيادة الفرنسي (هيرفي فيرنارد) ولا الجماهير الرياضية ولا حتى الإعلام الرياضي.. ولا حتى عدد اللاعبين (الأجانب السبعة) في الدوري السعودي.. بل يتحمل هذه المسؤولية اللاعبون أنفسهم ما لم يستشعروا حجم ومساحة (ردود الفعل) في الشارع الرياضي والمنصات الإعلامية التي أعقبت تعادل المنتخب السعودي أمام المنتخب اليمني في مستهل التصفيات الآسيوية الأولية و المزدوجة والمؤهله إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023!! وفي نفس السياق.. سياق التعادل الذي كان بطعم الخسارة.. أجمع النقاد والفنيون والمراقبون في قراءاتهم الفنية المستفيضة بأن الثقة الزائدة مع بداية مشوار تنافسي طويل جداً قد تكون أحد الأسباب لخسارة منتخبنا لنقطتين كان مؤكداً لو كسبهما منتخبنا فإنهما ستكونان دافعاً ومحفزاً قوياً لمنتخبنا الوطني، حتى وإن كانت أمام منتخب بعيد عن منتخبنا الوطني في التصنيف الدولي.. فالعبرة بالفوز والنقاط الكاملة بصرف النظر عن من يكون هذا المنافس.. فالمنتخب اليمني مع التقدير والاحترام لم يكن بتلك القوة والكفاءة الفنيه العالية التي يصعب على منتخبنا الوطني الحصول منه على نقاط المباراة كاملة.. لكن منتخبنا الوطني لم يكن بتلك الجودة المرتبطة بالروح القتالية وما كان مأمولاً منه أن يقدمه..!. - بقي أن أقول.. واستعداداً للاستحقاقات القادمة.. بأن هذا المنتخب يحتاج أولاً للمهاجم والنجم الكبير (محمد السهلاوي) في الاستدعاءات القادمة، كما يحتاج المنتخب أن يتصالح مع جماهيره ثانياً بنتائج مرضية في اللقاءات القادمة، ويعيد ثقة الجماهير السعودية به، وأن يبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم بعقد جلسة مصارحة مع هذا المنتخب الذي نعوِّل عليه بثقة وتفاؤل كبير، ليكون امتدادا لعطاءات وبطولات المنتخبات الوطنية السابقة.. وأن تستشعر عناصر المنتخب الحالي حجم الرعاية والدعم الحكومي والرسمي المادي والدعم الجماهيري والإعلامي وصولاً إلى حالة من الرضا والقبول.. ووصولاً لمراكز ومراتب متقدمة في التصفيات الأولية المزدوجة دولياً وقارياً. في الختام.. تأكدوا أيضا بأننا (حتى وإن خسر منتخبنا بالتعادل.. سنكون كلنا مع منتخب الوطن).