موسم الحج من أكبر وأهم المواسم التي تمر على المملكة في العام ليس فقط بما يتم من استعدادات وتنظيمات ضخمة تشمل معظم القطاعات الحكومية بل وأيضاً من ناحية إعلامية عالمية، حيث تسعى معظم الوكالات الدولية على تغطيته ومتابعة أداء الحجيج لمناسكهم، كما تسعى الوفود والفرق الإعلامية المتخصصة للحضور لتغطية هذا الحدث العالمي الضخم. كل موسم للحج هو أشبه بالرسالة الإعلامية العالمية والتي يمكن الاستفادة منها بشكل سنوي لفضح الأكاذيب وكشف الحقائق وبيان الخدع وتفنيد الأباطيل وإظهار الجهود التي تبذلها المملكة من أجل الدفاع عن القضايا الإسلامية في كافة أنحاء العالم، إضافة إلى تبيان حجم التطور والتنمية اللذين وصلت إليهما وذلك من خلال ما تقدمه من مشاريع متنوعة لخدمة ضيوف الرحمن. بالرغم من وجود العديد من المؤتمرات الصحفية التي تعقد في موسم الحج والندوات الإعلامية وغيرها من الأنشطة والبرامج الإعلامية المختلفة والتي تقوم بنقل أداء المناسك إعلامياً على مدار الساعة للعالم أجمع إلا أن الفرصة أكبر لتقديم المزيد في هذا المحفل العالمي والذي يندر وجود مثله في أي مكان في العالم وهو متخم بالقصص الإنسانية والاجتماعية التي يندر وجودها في كثير من المجتمعات حول العالم ويبحث عنها الكثير من الإعلاميين المختصين . لاتزال هناك مساحة كبيرة لتقديم المعلومات والإحصاءات والإنجازات بطريقة عصرية ومتطورة، ولا تزال هناك فرصة لإبراز صور حديثة من مصورين محترفين وغير تقليدية، ولايزال المجال واسعاً لإنتاج مقاطع فيديو ذات محتوى أكثر إلهاماً وذات بعد إنساني أعمق بعيداً عن التكلف، ولايزال هناك إمكانية للاستفادة من مراسلي الوكالات العالمية بشكل أفضل بل الاستفادة من بعضهم في تطوير أداء بعض الوكالات المحلية خصوصاً وسط هذا التجمع الإعلامي الضخم والذي منحت من خلاله وزارة الإعلام 923 تصريحاً للإعلاميين لتغطية مناسك الحج وهناك 151 قناة تلفزيونية وإذاعية و36 بعثة إعلامية دولية. موسم الحج بحد ذاته من أهم الرسائل الإعلامية العالمية والتي يحضر لها الملايين ويتابعها مئات الملايين حول العالم وهي فرصة ذهبية لتوصيل رسالة تساهم في تحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وكذلك تعريف العالم أجمع بسماحة ووسطية واعتدال هذا الدين وتبرئته من تهم التطرف والعنف والإرهاب والتي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها به إضافة إلى إبراز الجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة حجاج بيت الله والمشاريع العملاقة التي تم إنجازها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين.