اندلعت اشتباكات مجددًا بين متظاهرين مؤيدين للديموقراطية والشرطة في هونغ كونغ مساء اليوم الثلاثاء، بعد أن وجهت الشرطة تهمة المشاركة في أعمال شغب إلى عشرات المتظاهرين، وعقوبة التهمة السجن ما يصل إلى 10 سنوات. وتشهد هونغ كونغ منذ سبعة أسابيع تظاهرات حاشدة -تخلل بعضها أعمال عنف- على خلفية مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية. وفي أحدث تلك المواجهات استخدمت الشرطة غاز الفلفل والعصي مساء الثلاثاء لتفريق متظاهرين تجمعوا أمام مركز الشرطة في حي كواي تشونغ، وفق مراسل لوكالة فرانس برس. ورد المتظاهرون برشق الشرطة بالعبوات البلاستيكية والمظلات. وأظهرت مشاهد بثها تلفزيون "ناو تي في" ضابط شرطة وهو يصوب بندقية نحو متظاهرين كانوا يرشقون مقذوفات باتجاهه في محطة حافلات مجاورة، قبل أن يعود أدراجه بسرعة مع ضباط آخرين. والمواجهات التي اندلعت الثلاثاء كانت أقل عنفا وأقصر مدة مقارنة بمواجهات أخرى، لكن التوتر لا يزال متصاعدا. وقبل المواجهات كان المتظاهرون يطلقون هتافات مؤيدة للديموقراطية ويرسمون الغرافيتي على جدران المباني. وكانت بوابة مركز الشرطة والنوافذ المطلة على العامة، مغلقة بالحديد. وتهمة المشاركة في أعمال شغب من أكثر التهم خطورة في قوانين هونغ كونغ، وعقوبتها السجن مدة تصل إلى عشر سنوات. وجاء قرار توجيه الاتهام ل44 شخصا بعد يوم على تجديد بكين دعمها لرئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام والشرطة، إذ دعت إلى معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف بسرعة. ولم تظهر لام أي مؤشر على التراجع عن قرارها باستثناء الموافقة على تعليق مشروع قانون تسليم المطلوبين، واقتصر حضورها العلني على زيارات لعناصر شرطة جرحى أو بضعة مؤتمرات صحافية. ولم تعلن الشرطة عن أي حصيلة مفصلة للتوقيفات والاتهامات منذ اندلاع التظاهرات، لكن أرقاما جمعتها وكالة فرانس برس تظهر أن 170 شخصًا على الأقل تم توقيفهم منذ 9 يونيو. وتعهد المتظاهرون مواصلة حملتهم حتى تلبية مطالبهم الجوهرية. وتشمل مطالب المتظاهرين استقالة لام وإجراء تحقيق مستقل في أساليب الشرطة، وعفوا عن الموقوفين وسحبا كاملا لمشروع القانون وحق انتخاب قادتهم. وصباح الثلاثاء، قام المتظاهرون بوقف قطارات المترو في ساعة الذروة الصباحية ما أدى إلى تأخر رحلات وطوابير انتظار طويلة في محطات الحافلات. ولم يكن ذلك التحرك الأول لهم، لكن البلبلة كانت أوسع نطاقا مقارنة بالسابق. والتعبئة التي انطلقت من رفض مشروع هونغ كونغ -الذي بات معلقا الآن- للسماح بتسليم المطلوبين إلى الصين، تحولت خلال أسابيع تحديًّا غير مسبوق للنظام الشيوعي منذ إعادة هذه المستعمرة البريطانية السابقة عام 1997.