مع انتشارِ اضطرابات المِزاج، تتعدّد مظاهرُ الاكتئاب وأعراضُه النفسية، إلا أنّ هناك أعراضاً بدنيةً تدلُّ عليه وقد يصعبُ معها تشخيصُه، بسبب شيوعِها بين غير المُصابين بالاكتئاب، فكان من الضّروري الانتباه لها حالَ تكرّرها أو استمرارها ومنها: اضطرابات النوم، وأهمّها الأرق المُزمن، وبخاصّة بداية النوم، إلاّ أن بعض المُصابين بالاكتئاب يُعانون من الإفراط في النوم. وعلى الرّغم من تعدّد أسباب ألمِ الصدر، إلا أنه أحياناً قد يكونُ إشارةً إلى الإصابةِ بالاكتئاب، ومن الضروري التأكّد من أسباب طبيةٍ أكثر انتشاراً كأمراض القلب، قبل التسليم بعرَض آلام الصّدر على أنه نتيجة للاكتئاب.. كما يُمكن أن يكونَ الإعياءُ والخمول من أعراضِ الاكتئاب، وهنا يجبُ التأكّد من أسباب أخرى مُنتشرة كاضطرابات الغُدد وانقطاعِ التنفس في أثناء النوم، وهي من الأمراضِ التي ترتبطُ أيضاً بأعراض الاكتئاب. وتنتشرُ الآلام المزمنةُ لدى مرضى الاكتئاب، حيث تزدادُ الشكوى من الشعورِ بالآلام المُختلفة إلى معدّل ثلاثةِ أضعافٍ لدى مرضى الاكتئاب، كما أن الإصابة بأمراضِ المفاصل والروماتيزم وآلامِها المزمنة، يُمكن أن يُسبب الاكتئاب مع مرور الوقت.. ومن ضمنِ تلك الآلام، آلام أسفل الظهر المُزمنة، والتي يُمكن أن تُصيب مرضى الاكتئاب بمعدّل أربعةِ أضعافٍ عن غيرهم، والصّداع المُزمن، وهو عرَض مُنتشر وله أسبابه الطبية المُختلفة، ومن ضمنها الإصابة بالاكتئاب، حيث أظهرتْ إحدى الدراسات أن مريضَ الاكتئاب يُمكن أن يُصاب بالصّداع النصفي بمعدّل ثلاثةِ أضعافٍ أكثرَ من غيره. ومع انتشارِ أعراضِ القولون العصبي وسوء الهضْم والغثيان وارتجاع عُصارة المعدة لأسباب مُختلفة، يُمكن أيضاً لهذه الأعراض أن تكونَ مؤشّراً على اضطراباتِ المِزاج والقلق، وقد ترتبطُ أيضاً بأعراض اضطرابات الشهية كالشّراهة المَرَضية، ونُقصانِ الوزن. وعلى عكسِ الإحباط والخمولِ والإعياء كأعراض شائعة، يُمكن للاكتئاب أن يظهرَ على هيئة فرطِ حركةٍ وتوتّرٍ ونوباتِ هياجٍ عصبي، كما ترتبطُ اضطرابات المِزاج بشكلٍ مباشرٍ بالمُشكلات الزوجية الحميمة كضعفِ الرغبة وقصورِ الأداء، لذا فمن الضروري مراجعة الطبيب المُختص في حال الشكوى من الأعراضِ السابقة، لتشخيصِها وعلاجها بشكلٍ فعال.