شارك 285 نزيلًا في سجون المباحث الخمسة في المهرجان الثاني لأجنحة «برامج إدارة الوقت»، تحت رعاية رئيس أمن الدولة عبدالعزيز بن محمد الهويريني، وبحضور عدد من الضيوف من الإدارات الحكومية وأساتذة الجامعات والإعلاميين وأسر النزلاء المهرجان نظمتها إدارة سجن المباحث العامة بمحافظة جدة، وتستمر لمدة ثلاثة أيام. ويضم المهرجان معرضًا للفنون التشكيلية والمشغولات اليدوية الخاصة بالنزلاء والنزيلات، ويتضمن برنامجه اليومي على (عروض الأفلام الوثائقية والمسرحيات والأمسيات الشعرية والفنون الموسيقية) المعدة والمقدمة جميعها من النزلاء في إدارة الوقت، ويتميز برنامج إدارة الوقت بالوقوف على حالة كل نزيلٍ، كلُّ على حدة؛ لمتابعة مواصلة دراسته، والاهتمام بالتحاقهم بالدورات والبرامج التخصصية كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، كما يهتم بالجانب الرياضي للنزيل، ويشمل بعض الأعمال الحرفية من نجارة ومرسم ومنحل. «المدينة» التقت بعدد من النزلاء المشاركين في المعرض، ودار حديث عن كيفية مشاركتهم في المعرض، والدعم الذي قدم لهم. النزيل سعيد عبدالرحمن الغامدي أحد نزلاء سجن ذهبان قال: «شاركت في المعرض بخمس لوحات من الفن ( السريالي ) للفنان سلفادور دالي، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية، وكل هذه اللوحات المشارك فيها تعتبر لوحات ألغاز، كل لوحة تنقلك من عالم لعالم آخر»، مضيفًا أن بداية اهتمامه بالفن والرسم كانت قبل دخوله السجن؛ إذ كان لديه حب الرسم، ولكن بعد دخول السجن طورت هذه الموهبة وكان لإدارة السجون دور كبير جدًّا في دهمي وتشجيعي وتقديم كل ما رغب فيه من لوحات وفرشه وألوان وكتب عن فنون الرسم، وخاصة كتب الفن ( السريالي )، وأصبحت الآن المشرف على المرسم بسجن ذهبان، وقد شاركت في العديد من المعارض داخل المملكة. وأضاف: سجن ذهبان كان له دور في الحصول على عضوية جمعية الثقافة والفنون، وقد افتتحنا الفن التشكيلي ومعرض الخط العربي، وأستعد للمشاركة في أحد المعارض بمدينة أبوظبي خلال الفترة القادمة عبر جمعية الثقافة والفنون السعودية، إضافة الى معارض في الكويت وغيرها من الدول، وأتمنى المشاركة في أحد المعارض بفرنسا. تصميم مسابح محمد جعفر قال: مشاركتي في المعرض من خلال تركيب وتصميم «مسابح» قمت بتركيبها؛ إذ قامت إدارة السجون بتوفير الخيوط والإكسسوارات والفصوص والخرز مجانًا، وتستغرق عملية تركيب « السبحه « الواحدة ساعات عدة، ومجهودًا كبيرًا والحمد لله استطعت إنتاج عشرات من السبح، وأعرضها الآن في المعرض أمام الضيوف والزوار لشراء « السبح « بمقابل مالي كدعم لي، وتبدأ الأسعار من 40 ريالًا إلى 200 ريال، وفي الحقيقة كلمات التشجيع والابتسامة من إخواني وأخواتي الزوار أدخل السرور إلى قلبي. وأشار محمد إلى أن كل الأعمال المعروضة في المعرض القادم داخل سجن المباحث بذهبان أعمال قام بها نزلاء « إدارة الوقت « في سجن المباحث بذهبان. 10 لوحات محمد الحربي أحد نزلاء السجن يقول: أشارك في المعرض ب10 لوحات كان لإدارة السجن دور كبير في دعمي وتنمية موهبتي؛ إذ كان الفراغ الكبير داخل السجن، ورغبتي في استغلال الوقت وكنت في وقت الفراغ أرسم أي شي، وبعد ذلك بدأت الرسم بالقهوة، وبعدها قامت إدارة السجن بتشجيعي ودعمي وتقديم كل احتياجات الرسم والكتب، وقدمت لنا دورات في فنون الرسم داخل السجن من قبل فنانين أحضرت إدارة السجن لدعمنا، كما قدمت لنا عضوية جعية الثقافة والفنون، وشاركنا في معارض تحت إشراف الجمعية. وأضاف الحربي: «الدعم الذي قدم لي كان دعمًا لا محدودًا في الحقيقة من توفر المستلزمات الخاصة بالرسم وتوفير المكان وتهيئة الأجواء، وكأنك خارج السجن وليس في مكان توقيف، وكل هذا دون مقابل»، مضيفًا أن اللوحات المعروضة في المعرض والأعمال المقدمة من النزلاء جميعها معروضة بمقابل مادي على الضيوف القادمين للمعرض؛ لشراء هذه الأعمال الفنية كاش، وهذه الأموال يحصل عليها النزيل، وتحفظ لدى إدارة السجن في الصندوق الخاص لكل نزيل شارك في المعرض، وهذا دعم كبير لنا، ونعجز أنا وزملائي المشاركون في المعرض عن وصف فرحتنا بهذا الدعم من المقدم لنا من وزارة الداخلية التي فتحت لنا مستقبلًا مشرقًا. تركيب العطور النزيل حسان بن نظمي أحد نزلاء السجن المشاركين في المعرض، وقال: قمت أنا وعدد من الزملاء النزلاء بتركيب عطور بروائح مميزة؛ إذ تم تركيب 4 عطور رجالية ونسائية بدعم من إدارة السجن، وأحضرت لنا المجسمات والمواد الأولية في تركيب العطور من البودرة وزيوت ومكابس وميزان ذهب وقوارير، وبدأنا في التخليط إلى أن أصبح منتج عطور بروائح زكية وجميلة. وأضاف: كان لدي هواية تركيب الروائح قبل دخولي السجن، ولدي هواية وحب في العطور والروائح، وبعد دخولي السجن بدأت أفكر في هذا المشروع الذي شجعتني فيه إدارة السجن، ووفرت لي وزملائي جميع الإمكانيات والمواد الأولية لتركيب العطور، والحمد لله أتطلع بعد خروجي من السجن لفتح مشروع خاص فني لتركيب العطور وإنتاج أنواع جديدة.