توصّل المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاجات في السودان أمس إلى اتّفاق حول الهيئة التي يُفترض أن تقود المرحلة الانتقاليّة المقبلة، وعلى تقاسم للسلطة بين العسكريين والمدنيين، وبفضل وساطة إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، استأنف الجانبان المفاوضات قبل أيام في محاولة لرسم الخطوط العريضة للمرحلة الانتقاليّة المقبلة. وأعلن وسيط الاتّحاد الإفريقي محمّد الحسن لبات خلال مؤتمر صحافي أنّ المجلس العسكري الحاكم وتحالف «إعلان قوى الحرّية والتغيير» الذي يقود حركة الاحتجاج اتّفقا على «إقامة مجلس للسيادة بالتّناوب بين العسكريّين والمدنيّين ولمدّة ثلاث سنوات قد تزيد قليلاً». اليوم ميلاد الفرح في السودان رحب تجمع المهنيين، الذي قاد الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، بالتوصل أخيرًا إلى اتفاق في السودان بشأن تشكيل مجلس سيادي مشترك. وأصدر بيانًا الجمعة جاء فيه: إن الطرفين (تحالف المعارضة والمجلس العسكري) اتفقا على تشكيل مجلس سيادي مشترك لقيادة عملية الانتقال في البلاد، وأضاف: «إن المجلس سيضم خمسة مدنيين يمثلون حركة الاحتجاج وخمسة من العسكريين، على أن يذهب المقعد الحادي عشر إلى مدني يختاره الطرفان، وأردف قائلاً: «شعبنا الظافر الآن يتسع الطريق شيئًا فشيئًا، شدوا الأيادي وسدوا الفراغ بالتلاحم». ودعا إلى الفرح بالقول: «اليوم ميلاد الفرح بالبلاد، ولتسطع شمس الحرية دون غيوم». فرحة غامرة بالخرطوم وفور الإعلان عن التوصل إلى اتفاق خرجت حشود من السودانيين المبتهجين إلى شوارع الخرطوم هاتفين «حكم مدني» في حين لم يكن هناك وجود للقوات الأمنية في الشوارع، وكانت الحشود تضرب على علب معدنية وزجاجات مياه بلاستيكية أثناء مسيرتهم في الشوارع الرئيسة في العاصمة مرددين شعارات ثورية. وتسببت مسألة إدارة المجلس السيادي بانهيار المفاوضات في أيار/مايو، إذ تمسك العسكريون بأن يرأس المجلس عسكري، بينما أصر المدنيون على أن تكون أكثرية أعضاء المجلس ورئاسته للمدنيين. آبي أحمد: الاتفاق سيحقق السلام والاستقرار في السودان أصدر رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أول تعليق على الاتفاق السوداني بين المجلس العسكري والمعارضة، من أجل التأسيس للمرحلة الانتقالية في البلاد. وقال آبي أحمد، في بيان نشر عبر حسابه على موقع «تويتر»: إنه يوجه تهنئته إلى شعب السودان والمجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن التوصل إلى اتفاق. وأشار رئيس وزراء إثيوبيا إلى أن ذلك الاتفاق، المقترح من إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، سيحقق السلام والاستقرار بين كل الأطراف في السودان. ويرى أحمد أن إنشاء مجلس سيادي بقيادة المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير ستكون رئاسته بالتناوب بين الطرفين، يظهر «المهارات الدبلوماسية» للمبعوثين الخاصين، السفير الإثيوبي في القاهرة، محمود درير، ومبعوث الاتحاد الإفريقي، محمد حسن اللبات.. وقال رئيس وزراء إثيوبيا: «المهارات الدبلوماسية للمبعوثين الخاصين، تمكنت من تسهيل تلك الصفقة الرائعة». قرقاش: نقف مع السودان في العسر واليسر رحبت الإمارات العربية المتحدة، أمس، بالاتفاق في السودان بين المجلس العسكري الحاكم والمحتجين على هيئة حكم جديدة في البلاد، داعية إلى «تأسيس نظام دستوري راسخ». وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه على موقع تويتر «نبارك للسودان الشقيق الاتفاق الذي يؤسس لانتقال سياسي مبشر». وقال قرقاش: «الحرص على الوطن والحوار ثم الحوار مهد لهذا الاتفاق»، مؤكدًا: «نقف مع السودان في العسر واليسر، ونتمنى أن تشهد المرحلة القادمة تأسيس نظام دستوري راسخ يعزز دور المؤسسات ضمن تكاتف شعبي ووطني واسع».