حث ديننا الحنيف على توقير وإكرام الكبير واحترامه والسعي في خدمته والإحسان في معاملته والتأدب في مخاطبته والتودد له، فكلما تقدم السن بالإنسان فإن الضعف يتسلل إليه بشكل عام وتظهر على جسده العديد من المتغيرات، فيشيب رأسه ويتجعد جلده ويجف كما يثقل سمعه ويضعف بصره وتتباطأ حركته، كما قد تضعف ذاكرة البعض منهم ويبدأ في النسيان.. وكل تلك المتغيرات وردت في كتاب الله (ومنكم من يُردُّ إلى أرذل العمر)، فأرذل العمر كما ذكر بعض المفسرين هو آخر العمر الذي تضعف فيه القوى والحواس ويختل النطق والفكر وكل ذلك يتطلب عناية ورعاية خاصة. صادف يوم أمس (15 يونيو 2019) اليوم العالمي للتوعية بحقوق المسنين، فهناك أكثر من 700 مليون شخص فوق سن الستين وبحلول عام 2050 سيكون عددهم بليوني نسمة أي قرابة 20% من سكان العالم وستزيد سرعة ارتفاع أعداد المسنين في العالم خصوصاً العالم النامي، وفي مجتمعنا هناك دور هام يمكن أن يقوم به المسن مثل باقي أفراد المجتمع، فهو يعمل في مجال العمل التطوعي ويساهم في نقل الخبرات والمعرفة للأجيال اللاحقة كما يقدم الاستشارات والنصائح والحلول من خلال الخبرة التي اكتسبها طوال حياته. بالإضافة إلى التعاليم التي يفرضها ديننا الحنيف بالرعاية بكبار السن فإن هناك العديد من الجهود التي وفرتها المملكة لكبار السن في مجتمعنا ومن ذلك الرعاية الاجتماعية المتكاملة لكل مواطن أو مواطنة أعجزته الشيخوخة عن ممارسة حياته الطبيعية ويحتاج إلى رعاية ولا يوجد من يرعاه فهناك 12 داراً لرعاية المسنين تقدم الرعاية الاجتماعية والطبية والمنزلية، كما أن هناك برامج الإعاشة والنشاط الثقافي والترفيهي، كما أعلنت الجمعية السعودية لمساندة كبار السن (وقار) عن إطلاق حملة توعوية بعنوان (أكرموا كبارنا) تضم محاضرة توعوية وزيارة للمنومين في المستشفيات من كبار السن. الاهتمام والرعاية والتقدير لكبار السن فضلاً عن حمايتهم من الإساءة لا نتذكرها في يوم واحد من العام بل هي إحدى القيم الأساسية في مجتمعنا طوال العام فهي أمر واجب وعمل شرعي وسلوك فطري واجتماعي وإن وقعت بعض الحوادث الشاذة والعرضية فإن ذلك لا يعبر عن حقيقة المجتمع ومعدنه الأصيل والذي يكنُّ كل الاحترام والتقدير والاهتمام والرعاية لهذه الفئة الغالية على قلوبنا.