قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدى افتتاح القمة الخليجية في مكةالمكرمة ان ما تقوم به إيران من تدخلات في المنطقة يعد تحديًا لمبادئ إرساء السلم، مؤكدا أن إيران ترعى الأنشطة الإرهابية في المنطقة وتهدد الملاحة البحرية. وشدد على ضرورة اتخاذ موقف حازم وحاسم ضد إيران، لافتا الي انها هدفت طوال 4 عقود على توسيع نفوذها والهيمنة على المنطقة. وقال خادم الحرمين أن السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب، وشدد الملك سلمان أن يد السعودية ستظل ممدودة للسلام. وبدأت مساء أمس الخميس أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة في قصر الصفا بمكةالمكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ولدى وصول أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول الخليجية، كان في استقبالهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-. فقد استقبل الملك المفدى -أيده الله- صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وصاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ثم التقطت الصور التذكارية، عقب ذلك افتتحت أعمال قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. نص كلمة خادم الحرمين الشريفين: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله ربِ العالمين والصلاةُ والسلام على رسول الله إخواني أصحابَ الجلالة والسمو أصحابَ المعالي والسعادة يطيبُ لي أن أرحبَ بكم في بلدكم الثاني المملكةِ العربية السعودية، وأشكرَ لكم تلبية الدعوة لهذه القمةِ الطارئة، والتي تنعقدُ في ظل تحدياتٍ مباشرةٍ تهددُ الأمنَ والاستقرار إقليميًا ودوليًا. ولقد استطعنا في الماضي تجاوزَ العديدِ من التحديات التي استهدفت الأمنَ والاستقرار، وكذلك الحفاظُ على المكتسبات وتحقيقُ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية في دولنا، وسنعملُ معاً بحولِ الله لمواجهةِ كافة التحديات والتهديدات بعزمٍ وحزم. إخواني أصحابَ الجلالة والسمو إن ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وتطويرِ برامجه النوويةِ والصاروخية، وتهديدهِ لحريةِ الملاحة العالمية بما يهددُ إمداداتِ النفط للعالم، يُعد تحديًا سافرًا لمواثيقِ ومبادئِ وقوانين الأممِالمتحدة لحفظِ السلم والأمن الدوليين. كما أن دعمَه للإرهابِ عبر أربعةِ عقودٍ وتهديده للأمنِ والاستقرار بهدف توسيعِ النفوذ والهيمنةِ هو عملٌ ترفضُه الأعرافُ والمواثيق الدولية. إن الأعمالَ الإجرامية التي حدثت مؤخرًا باستهدافِ أحدِ أهم طرقِ التجارة العالمية بعملٍ تخريبي طالَ أربعَ ناقلاتٍ تجارية بالقربِ من المياه الإقليميةِ لدولةِ الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وكذلك استهدافُ محطتي ضخٍ للنفط، وعدد من المنشآتِ الحيوية في المملكة، تستدعي منا جميعًا العملَ بشكل جاد للحفاظِ على أمنِ ومكتسبات دولِ مجلسِ التعاون. إخواني أصحاب الجلالة والسمو إن المملكةَ حريصةٌ على أمنِ واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلاتِ الحروب، وتحقيقِ السلام والاستقرارِ والازدهار لكافةِ شعوبِ المنطقة بما في ذلك الشعبُ الإيراني، وستظلُ يدُ المملكة دائمًا ممدودةً للسلام، وسوف تستمرُ بالعملِ في دعمِ كافة الجهودِ للحفاظ على الأمنِ والاستقرار في المنطقة. وفي الختام فإنه لا بدَ من الإشارة إلى أن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادع وحازمٍ لمواجهة الأنشطةِ التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم، ونطالبُ المجتمعَ الدولي بتحملِ مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارساتُ الإيرانية من تهديدٍ للأمن والسلمِ والدوليين، واستخدامِ كافةِ الوسائل، لوقف النظامِ الإيراني من التدخلِ في الشؤون الداخليةِ للدول الأخرى، ورعايتهِ للأنشطةِ الإرهابية في المنطقةِ والعالم، والتوقفِ عن تهديدِ حريةِ الملاحةِ في المضائق الدولية. والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته .