يؤكد المتظاهرون السودانيون المعتصمون أمام مقر قيادة القوات المسلحة في الخرطوم رافعين اشارات النصر ومرددين هتافات ثورية، تصميمهم على انجاز عملية انتقال البلاد الى حكم مدني رغم تعثر المفاوضات مع المجلس العسكري في البلاد بعد أيام من المحادثات. وعلى مسمع مجموعة من الشبان تقول ربة المنزل وفاء الطيب على الملأ إن "الشباب ضحوا بأنفسهم للتخلص من نظام عمره 30 عاما، يجب حماية ذلك". وبعدما أطاح الجيش في 11 أبريل الرئيس عمر البشير الذي أدار البلاد بيد حديد على مدى ثلاثة عقود، تولى السلطة مجلس عسكري انتقالي. ومذّاك، يُطالب المتظاهرون المجلس العسكري بتسليم السلطة لحكومة مدنيّة. وكان اعتصام قد بدأ في 6 أبريل أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش استمراراً للحركة الاحتجاجيّة التي انطلقت في ديسمبر. وتعثّرت مساء أمس الإثنين مفاوضات تحالف قوى الاحتجاج مع المجلس العسكري الحاكم من أجل التوصل لاتفاق بشأن تسليم السلطة للمدنيين. ويطالب كل من الطرفين برئاسة المجلس السيادي المزمع تشكيله وبغالبية مقاعده. وتؤكد الطيّب أنه "بعد التخلّص من أكبر ديكتاتور في إفريقيا، لن يقبل ملايين الأشخاص الموجدين هنا أبدا أن يفرض العسكريون قانونهم"، وسط إجماع المتظاهرين على ما تقول. وبجانبها تقف الشابة هند محمد لتؤكد أن "المفاوضات لن تثمر بين ليلة وضحاها، بالتأكيد ستحصل مشاكل. المهم هو أن يحقق الاتفاق النهائي تطلّعاتنا". تطلّعات مشروعة ويقول رفيع ابراهيم المجاز في الاقتصاد والبالغ 24 عاما نحن واثقون بأن الشارع - الاعتصام - سيفوز في المفاوضات. سواء استغرق الأمر شهرا، شهرين، عاما...". ويؤكد عدم فقدان الأمل، مضيفا "نحن ملايين ولدينا تطلّعات مشروعة لمستقبل السودان". وبجانبه يطلق محتجون رجال ونساء من مختلف الأعمار هتافات "حرية"، "عدالة"، وحكومة "مدنية". وعند أحد اطراف الحشود، يراقب المتظاهر نور جليل فتيانا يلعبون الكرة الطائرة في مساحة صغيرة محددة بالأحجار والأشرطة البيضاء. ويقول جليل الثلاثيني الذي يمارس وظائف عدة لكسب معيشته "بالطبع هناك إحباط، لكن يبقى الأمل بمستقبل أفضل يعيش فيه الناس بكرامة وحرية".