لعل من أشهر العبارات التي تمجد مهنة التعليم العبارة المشهورة «التعليم رسالة وليس مهنة»، وبقدر ما مجدت هذه العبارة العلم والتعليم بقدر ما أفسدت العلاقة بين المعلم وما يمارسه من مهام، فلقد جعلت آداء المعلم يخضع -وإن كان بتصور ذهني- عند البعض إلى الدافعية الذاتية والرغبة الشخصية في العمل والتطور والإبداع.. ومن لا يملك الدافعية فلأنه لا يعتقد أن التعليم رسالة؛ ولذلك لن نجد سبيلًا لملامته إن قصر أو أخل بعمله فهو يتعامل معها كمهنة. إن معتقدات المعلم قد تقف عائقًا أمام محاولات التطوير المهني له، أبسط صور انعكاسات هذا المعتقد -مثلًا- لدى المعلمين والمهتمين بتطويرهم أن هناك معلمًا يرى أن التعليم رسالة، فهو منطلق بإبداع ودافعية ويتطور بطريقة مذهلة وربما بجهد فردي أحيانًا، بينما بالقرب منه معلم عالق بين قدسية هذه الرسالة ومهنية هذا العمل، فتراه يُجر للتطوير جرًّا والنتائج قد لا تكون المأمولة. أن من الأمور التي يجب أن نعتقدها لتطوير المعلمين هو أن التعليم مهنة نتفق أو نختلف في أي درجة تُصنف، ولكنها مهنة، وهذا مهم لأمرين: الأول: هو ما ذكرته سابقًا ضرورة تغيير هذا المعتقد عند التربويين، وألا يترك الأمر لدافعية معلم يعتقد هذا الاعتقاد، ومعلم لم يصل بعد لهذا المعتقد والدافعية، مع تأكيدي الكبير على أن أهمية خلق روح الدافعية لدى المعلمين أمر لا جدال فيه. الثاني: إن قولنا: «إن التعليم مهنة» يزيدها شرفًا وليس العكس، والأهم من ذلك أنه يغير معتقدات المعلمين فيما يتعلق بوضع آليات الثواب والعقاب والتطوير والتدريب والتعلم والبحث. ولكي لا أصدم الكثير في معتقداتهم دعوني أقول: إن التعليم مهنة ورسالة.. مهنة بالأساس لها اشتراطاتها ومهامها وأخلاقيتها ونظامها الوظيفي المحدد، ثم هي رسالة سامية، فلعل هذا المعنى يبقى مساهمًا في الدافعية، ويبقي على قدسية هذه المهنة التي يتمسك بها الكثيرون.