دشّن معالي الرئيس العام للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور خليل بن مصلح الثقفي اليوم، فعاليات الملتقى العربي للأرصاد والإعلام تحت شعار "الظواهر الجوية ودور الإعلام في المجتمع"، الذي يأتي تزامناً مع اليوم العالمي للأرصاد، وذلك بفندق الدار البيضاء جراند بمحافظة جدة، بحضور عدد من المسؤولين والمتخصصين بجامعة الدول العربية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمهتمين في مجالي الأرصاد والإعلام. وأعلن الثقفي في كلمته الافتتاحية بصفته رئيساً للدورة الثانية لمجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ، انطلاق الاحتفال رسمياً بيوم الأرصاد العربي بدءً من العام الحالي، الذي يوافق 15 سبتمبر من كل عام، مرحباً بالمشاركين في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، وتلبية الدعوة لحضور الملتقى العربي للأرصاد والإعلام لمشاركة العالم الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يوافق 23 مارس من كل عام، الذي يتزامن مع ذكرى وضع الاتفاقية المنشئة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية حيز النفاذ، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "الشمس والأرض والطقس". وأضاف معاليه أن الملتقى يأتي في وقت والجميع بحاجة ملحة لتكاتف الجهود وزيادة التنسيق في ظل ما شهدته المنطقة العربية من ظواهر جوية حادة خلال السنوات المنصرمة والآثار، التي شكلت تحدياً للدول وعجلت بإعداد الخطط والبرامج في الحد من المخاطر الناجمة عن الظواهر الجوية الحادة، ويظهر هنا دور الإعلام بشكل واضح كشريك رئيس في هذه الخطط لما له من تأثير كبير على المجتمع، وقال: نحن نعلم أنه كلما زادت درجة عدم الاستقرار بشكل عام في أي مجتمع ازداد لجوء الجمهور لوسائل الإعلام، لمعرفة ما يدور حولهم من أحداث وتطورات، وأن الكيفية التي تتصرف بها وسائل الإعلام تجاه الأزمة ستنعكس سلباً أو إيجاباً على المجتمع، وهذا يعطي مؤشراً واضحاً لأهمية التنسيق بين قطاعات الأرصاد والأجهزة الإعلامية ليتحقق الهدف المنشود وهو حماية الأرواح والممتلكات في دولنا. وقال الرئيس العام للأرصاد: إنه من حسن الطالع أن هذا الملتقى الأول عربياً يجمع نخبة من صناع القرار في الإعلام والأرصاد في عالمنا العربي مما يمكننا من إيجاد فرص كبيرة للتعاون وترتيب الأوليات ورسم الملامح لهذا الدور المشترك. وأبان الدكتور الثقفي معاليه أن المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أدركت حجم التحديات المرتبطة بالظواهر الجوية، فعملت بشكل كبير على تطوير أنظمتها الأرصادية لتتناسب مع التطورات الحالية والمستقبلية، ودعمت مرافقها بكل التقنيات الحديثة التي تساهم في رقي العمل الأرصادي وتحقيقاً للتطلعات الكبيرة لرؤية المملكة 2030 في تعزيز دقة المعلومات وايصالها للشرائح المستفيدة، ولعل المتابع خلال الأعوام الماضية يشهد حجم الإنجاز الذي تحقق خاصة خلال الظواهر الجوية الأخيرة التي عاشتها المملكة، وكيف استطاعت الهيئة أن تقدم للجهات المسؤولة والمستفيدة والمجتمع معلومات أولية هامة للتحذير منها وتزويد دول الإقليم والمنظمات المعنية بمعلومات كانت بعون الله عوناً لهم في توخي المخاطر الناجمة عن بعض الظواهر الجوية التي عانت منها المنطقة. وأشار معاليه إلى أن الأنظمة الحديثة والتقنيات العالية في جميع المجالات سواء الأرصادية أو الفنية أو وسائل نقل المعلومة، كان لها أكبر الأثر بعد الله في النجاحات التي تحققت في هذا المجال، ومكن المملكة من تفوقها وحصولها على الامتيازات الدولية في مجال الأرصاد الجوية خاصة من قبل منظمة الأرصاد العالمية، فالمملكة تساهم مع الأسرة الدولية في تبادل المعلومات والخبرات والبحث العلمي والدراسات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، باحتضانها لثمانية مراكز إقليمية ودولية معنية بالأرصاد والمناخ. وألقى المنسق الإقليمي لشؤون تغير المناخ والأرصاد الجوية أشرف شلبي، كلمة جامعة الدول العربية أكد فيها أن اعتماد تشريعات قانونية مناسبة تتيح الحفاظ على حقوق المرافق الأرصاد الجوية العربية، باعتبار أن مرفق الأرصاد الجوي الوطني هو الجهة الرسمية الوحيدة داخل الدولة لتقديم خدمات الأرصاد الجوية والمناخ، مضيفاً أن هذا الملتقى يعد الأول من نوعه في المنطقة الذي يتناول قضايا هامة التي لها علاقة بالأرصاد والإعلام. وأوضح مدير إقليم غرب آسيا بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الدكتور هشام عبدالغني في كلمة المنظمة، أن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت أكثر شدة وأكثر تكراراً على مستوى العالم والمنطقة العربية ليست استثناء إن لم تكن الأكثر تضرراً. وقال الدكتور عبدالغني "إن الخدمات التي تقدمها قطاع الأرصاد الجوية إلى كافة قطاعات الاقتصادية والخدمية لا يمكن الاستغناء عنها في إعداد خطط التنمية بكافة الدول العربية. وتطرق نائب الرئيس العام لشؤون الأرصاد الدكتور أيمن سالم غلام، لجلسات الملتقى التي تستعرض تطوير النشرات والإنذارات الجوية وآليات التنسيق مع الجهات الإعلامية، وكذلك الدور الهام لمرافق الأرصاد الجوية وتطوير وتحسين قدرات وسائل الإعلام في إيصال المعلومة ونشرها. وأكد الدكتور غلام أن المملكة شريك فاعل في المنظومة الدولية في مجال الأرصاد الجوية حيث تسهم في تبادل المعلومات والخبرات والبحث العلمي والدراسات، كون المملكة من ضمن مؤسسي منظمة الأرصاد العالمية وعضواً دائماً في مجلسها، وتعد من الدول الرائدة في الشرق الأوسط في مجال الأرصاد من حيث الإمكانات والكفاءات التي تزخر بها الهيئة في مختلف المجالات للرصد والصيانة وتقنية المعلومات، ومنظومة متكاملة تغطي معظم أرجاء المملكة لرصد عناصر الطقس بشكل آني على مدار الساعة، إلى جانب مركزها الإقليمي والعالمي المتعلق بمجالات الأرصاد لخدمة الملاحة الجوية والمناخ ومراقبة الجفاف بإشراف مباشر من الهيئة. إثر ذلك جرى عرض فلم وثائقي عن يوم الأرصاد العالمي 2019م، واحتفالية الهيئة بمناطق المملكة بهذا اليوم. عقب ذلك كرم معالي الرئيس العام للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة كبار العاملين بالأرصاد والجهات التي ساهمت بإنجاح العمل الأرصادي.