في مواجهة الانتقادات الواسعة له، لم يجد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وسيلة للتخفيف من حدة السخط الشعبي ضده، سوى اللجوء إلى نفي الاتهامات الموجهة له بالتدخل سياسيًّا في الإجراءات القضائية بحق شركة عملاقة تواجه تهمًا بدفع رشى في ليبيا، في قضية زجّت بحكومته الليبرالية في أسوأ أزمة تواجهها حتى الآن. ويدحض نفي «ترودو» للاتهامات إقراره، (الخميس)؛ أنه ناقش شخصيًّا قضية شركة «إس إن سي - لافالان» الهندسية العملاقة مع وزيرة العدل السابقة جودي ويلسون - رايبولد في 17 سبتمبر وتأثيرها المحتمل على الوظائف في مونتريال حيث دائرته الانتخابية. ورغم أن هذا الإقرار قد يضعه تحت طائلة الوقوع في الكذب لتبرئة نفسه، إلا أنه اعتبر بحسب «فرانس برس» أن حديثه مع وزير العدل لم يكن حزبيًّا، نافيًا أن تكون الوزيرة تعرّضت لأي ضغوط «غير مناسبة» من قبله أو من المقرّبين منه. وتواجه حكومة «ترودو» منذ الشهر الماضي الفضيحة، التي تتفاقم ودفعت ويلسون - رايبولد، ووزيرًا آخر مقربًا من رئيس الوزراء إلى الاستقالة، بينما أساءت إلى صورته، والتي لطالما سوقته الصحف في صورة الملاك خاصة لتعاطفه مع اللاجئين والمهاجرين الذين استقبلتهم كندا مؤخرا. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أظهر استطلاع للرأي تراجع نسب التأييد ل»ترودو» والليبراليين للمرة الأولى مقارنة مع المعارضة المحافظة وسط دعوات لاستقالة رئيس الوزراء. وتتركّز الفضيحة على الاتهامات بأن الدائرة المقربة من «ترودو» تدخلت لتجنيب شركة «إس إن سي-لافالان» من التعرض إلى المحاكمة بشأن قضية رشى. وتواجه الشركة ومقرها مونتريال، اتهامات بالفساد للاشتباه بأنها دفعت عشرات ملايين الدولارات رشى بين العامين 2001 و2011 لإبرام عقود مع الحكومة الليبية في عهد الزعيم السابق معمر القذافي. ترودو، وهو الابنُ البكر لرئيس الوزراء الكنديّ الأسبق بيير ترودو، فازَ في عام 2015 بالانتخابات الكنديّة لاختيار رئيس الوزراء ليخلُفَ والده في تولّي هذا المنصب الرّفيع. جاستن ترودو، وهو رئيس الوزراء الكنديّ ال23. وُلِدَ جاستن بيير جيمس ترودو في الخامس والعشرين من يناير عام 1971 في أوتاوا، كندا ودخلَ المُعترك السّياسي منذ شبابِه. عملَ ترودو في العديد من الوظائف من بينها بوابًا لعددٍ من النّوادي في إقليم كولومبيا البريطانيّ، ومدرّبًا لرياضتي التّزلج على الثّلج والرافتينغ (وهي رياضةُ التّجديف في المُنحدرات المائيّة)، بالإضافة إلى تقديمه لعديدٍ من البرامج الإذاعيّة ومدرّسًا لمادّة الرّياضيّات. قرّرَ ترودو العودة مُجدّدًا إلى الدّراسة بغيةَ حصوله على إجازةٍ في التّعليم، وبالفعل حاز عليها عام 1998 من جامعة British Columbia.