مازالت العمالة المخالفة مستمرة في منافسة محلات مغاسل السيارات النظامية بمكةالمكرمة، وذلك في مواقع غير مخصصة للغسيل ويتعارض مع قوانين المرور والأنظمة البلدية، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد لكن هذه العمالة عملت على تطوير أعمالها عن طريق الذهاب إلى العميل في منزله من أجل اغرائه بدفع أجر شهري وثنيه عن ذهابه إلى تلك المحلات الرسمية للمغاسل الامر الذي يتطلب وضع حد لهذه الظاهرة المتنامية، خاصة أن أصحاب محلات المغاسل هم مواطنون أقاموا مشاريعهم بتراخيص رسمية، بينما يعمل هؤلاء العمالة المنتشرين في شوارع متعددة ومتفرقة في غسيل السيارات بشكل غير نظامي وعشوائي وربما بعضهم هاربون من كفلائهم. وشهد حي المعابدة أكبر حصة من سيناريو هذه المنافسة بين العمالة ومحلات مغاسل السيارات، فقد أصبحت ظاهرة غسيل السيارات السلبية حالة لا يمكن التغلب عليها داخل الأحياء فهي تقوم بالدوران بين المنازل بحثاً عن العملاء الذين يرغبون بغسيل سياراتهم بأجر شهري، إلى جانب وجود هذه العمالة في مداخل الحي المؤدي إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، حيث لا يزال المشهد البصري في الموقع مشوهًا منذ سنوات عدة بسبب انتشار مياه الغسيل في جميع انحاء الشوارع بالحي بعد أن تركته أيدي المخالفين الذين يعملون في أوقات مختلفة مما جعلهم يستحدثون مواقع أكثر أهمية تكثر فيه السيارات، وتكون قريبه من أي مصدر للمياه يملأ براميلهم الملوثة. وتساءل مواطنون إلى متى سيظل حي المعابدة يتلوث شوارعه بمياه هذه العمالة، خاصة وأن المواد الكيمائية التي تستخدم في غسيل السيارات تؤثر في طبقات الإسفلت وتؤدي إلى إتلافها، وأكدوا أن الحي يشتهر بوجود تلك الظاهرة من أنتشار ملحوظ للعمالة المخالفة الذين يمتهنون غسيل السيارات وتحديداً في المدخل الرئيسي للحي من جهة جبل النور ومدخل الحي بريع ذاخر وايضاً المدخل الذي يقع في مواجهة شارع الحج، ويعرضون خدمة الغسيل على سائق السيارة بأسعار تصل إلى 30 ريال في ظل وجود خدمة متدنية في خدمة الغسيل. وأوضح أحمد سعيد ومحمد عصام وفيصل البكيري ومهند علي أن الظاهرة العشوائية لغسيل السيارات تنتشر في عدد كبير من أحياء المنطقة ومنها بحي الشرائع وطريق مزدلفة والطريق الدائري الثالث وحي الشوقية وكذلك حي الرصيفة بالقرب من أحد المدارس التعليمية للبنين ولكن حي المعابدة له النصيب الأكبر من انتشار هذه العمالة التي تمارس هذا العمل اليدوي، حيث تتجمع العديد منها في أنحاء متفرقة من الحي دون أن يواجهوا أي صعوبة لكي يعرضون خدمة الغسيل على أصحاب السيارات، وإلحاق الضرر بالشوارع التي يتجمعون حولها على شكل مجموعات بشكل يثير القلق الأمني. وبينوا أن هذه العمالة تغيب أياماً معدودة عندما تكون هناك حملات تنفيذها الجهات الأمنية والفرق الميدانية للأمانة، وتعود مجدداً لممارسة أعمالها المخالفة، وما ينتج عنها من تكدس المياه نتيجة غسيل السيارات، وطالبوا الجهات ذات العلاقة بسرعة التحرك وعمل جولات ميدانية على أساس مستمر وليس على فترات محددة كما هو الحال حالياً، للقضاء على المخالفين وتطبيق العقوبات ضدهم. من جانبه كشف رئيس بلدية المعابدة الفرعية التابعة لأمانة العاصمة المقدسة المهندس ياسر صالح مكاوي عن قيام مراقبي البلدية بحملة مكثفة على أماكن تواجد المخالفين في الأماكن العامة والشوارع ومواقف السيارات بحي المعابدة، وذلك في إطار الحملة المستمرة لتوعية الجمهور بأهمية الالتزام بعدم غسل السيارات في غير الأماكن المخصصة لها وعدم التعامل مع هؤلاء المخالفين، لافتاً إلى أن البلدية تسعى إلى القضاء على هذه الظاهرة لما تسببه من أضرار للبنية التحتية و إتلاف لطبقات الإسفلت وتحويل الطرق إلى أخاديد وحفر بسبب تراكم مياه الغسيل العشوائي بالإضافة إلى تكاثر البعوض والحشرات وغيرها من الآفات الضارة بمستنقعات المياه . وأشار "مكاوي" إلى قيام البلدية بسحب وتجفيف مياه غسيل السيارات في الشوارع عن طريق المعدات الخاصة، بالتعاون مع الإدارة العامة للنظافة والتنسيق مع إدارة صيانة الطرق لإصلاح الاسفلت المتضرر ، داعياً إلى ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين للقضاء على هذه الظاهرة السلبية المشوهة للمظهر الحضاري والتقيد بالأنظمة والتعليمات في ظل توفر البدائل النظامية لغسيل السيارات عن طريق المغاسل اليدوية والأوتوماتيكية المصرحة من قِبل الأمانة . وأكد أن بلدية المعابدة نفذت حملة ميدانية موسعة على المواقع التي يتواجد فيها المخالفون الذين امتهنوا غسيل السيارات في الشوارع العامة بطرق عشوائية، وتم خلال الحملة مصادرة وإتلاف الأدوات والبراميل المستخدمة في غسيل السيارات وجرى تسليم العمالة المخالفة لجهات الاختصاص.