اكد سمو أمير منطقة عسير تركي بن طلال من خلال كلمة ألقاها في ورشة عمل دور المياه المجددة في التنمية الاقتصادية على أن هذه الورشة تعد النسخة الثانية من الورشة المقامة مؤخرًا في جامعة بيشة، مشيرًا إلى أن هاتين الورشتين تعدان بداية لمسيرة من العمل المشترك بين الجهات ذات العلاقة من أجل تسليط الضوء على البيئة والزراعة والمياه، شاكرًا لجامعة الملك خالد استضافتها لهذه الورشة ومبينًا أهمية مشاركتها في أعمال الورشة كجهة تعليمية أكاديمية، ومشيدًا بدورها في توعية وتثقيف المجتمع من خلال استضافة هذه الورشة. جاء ذلك خلال رعايته صباح اليوم الاثنين انطلاق أعمال ورشة "دور المياه المجددة في التنمية الاقتصادية"، المقامة بتنظيم من وزارة البيئة والمياه والزراعة وباستضافة جامعة الملك خالد، وذلك في مقر الجامعة الرئيس بأبها "قريقر". وكان في استقبال سموه، معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، وسعادة وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون المياه الأستاذ الدكتور فيصل السبيعي، وفي بداية انطلاق أعمال الورشة اطلع سمو الأمير على المعرض المصاحب الذي ضم لوحات تعريفية عن أهمية المياه المجددة تشمل إحصائيات وأرقاما حول كيفية الاستفادة منها لتحقيق تنمية اقتصادية واعدة. من جهته رحب معالي مدير الجامعة بسمو الأمير وحضور الورشة والمشاركين فيها، مؤكدًا على أهمية المياه في حياة الإنسان، وما تقدمه المملكة العربية السعودية من جهود في سبيل المحافظة على هذه النعمة الغالية، مستشهدًا بما تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة من جهود في المحافظة عليها والاستفادة من التقنيات الحديثة، ومن أبرزها الاستفادة من المياه المجددة في الزراعة وري المنتزهات، كما لفت السلمي إلى أن الجامعة تسعى بدورها إلى توعية وتثقيف المجتمع من خلال دراساتها وأبحاثها العلمية المستخدمة في تحسين تقنيات المياه المجددة للاستفادة منها في منطقة عسير. بعد ذلك قدم وكيل شؤون المياه بالوزارة الأستاذ الدكتور فيصل السبيعي عرضًا مرئيًا يتحدث من خلاله عن أهم الإحصائيات التي توصلت لها الوزارة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للمياه وفق رؤية المملكة 2030، ومصادر المياه في المنطقة. فيما ناقشت الورشة خلال جلستين علميتين مواضيع المياه المجددة، ومدى جودتها وسلامتها، والتجارب العالمية والوطنية في استخدامات المياه المجددة، إضافة إلى اشتراطات وضوابط اللائحة السعودية لاستخدام المياه المجددة، والفرص الاستثمارية لاستخداماتها في الري الزراعي، والمنتزهات، والصناعات، أيضًا منظومة الخط الناقل للمياه المجددة، وذلك بمشاركة نخبة من المتخصصين والأكاديميين والمزارعين. كما استعرضت ورشة العمل، مشروع دراسة وتصميم وتجهيز الوثائق والمستندات لكيفية الاستفادة من المياه المجددة من محطات محافظات بلقرن والنماص وتنومة وهو المشروع الذي يستهدف أيضًا المراكز والقرى والمزارع والمتنزهات البرية في المحافظات الثلاث. وتناولت أيضًا دراسة مشروع الخط الناقل للمياه المجددة من محطات خميس مشيطوأبها إلى المتنزهات في المنطقة، الذي يقطع مسافة 100 كيلومتر بأقطار تتراوح بين 1000 إلى 1500 ميلليمتر، ومحطة رفع بطاقة إنتاجية تبلغ 150 ألف متر مكعب يومياً، وخزان بسعة 500 متر مكعب وآخرين سعة الواحد ألف متر مكعب، مستهدفة المراكز والقرى والمزارع والمتنزهات البرية على مسار الخط الناقل من وادي بن هشبل إلى المتنزهات الأخرى، والمتوقع أن يبدأ العمل فيه بداية العام الجاري 2019م. الجدير بالذكر أن المشروعات تهدف بشكل رئيس إلى تعظيم سبل الاستفادة من المياه المجددة في جميع الأنشطة الزراعية والاقتصادية، عن طريق إعادة استخدام 150 ألف متر مكعب يومياً من المياه المجددة في خميس مشيطوأبها، ونحو 31 ألف متر مكعب يومياً في محافظات بلقرن والنماص وتنومة، وذلك لإحياء المتنزهات الطبيعية خارج المدن، وإنشاء مسطحات خضراء كمتنفس طبيعي، وشبكات توزيع وري تحت سطحية للمسطحات الخضراء والأراضي المروية، والمشاركة في تطوير الحدائق ومحاور الطرق داخل المدن من خلال التوسع في عمليات التشجير، إضافة إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية استخدام المياه المجددة.