باتت «الازدواجية» مفردة ملازمة لكل ما يقام في داخل أروقة النادي الأدبي الثقافي بجدة، وفرع جمعية الثقافة والفنون، من فعاليات، وبرامج، وحتى شخصيات، وأصبح ذلك ظاهرًا في غالبية ما يتم تقديمه من فعاليات وأنشطة، ليصيب الملل مرتادي هذه المقرات الثقافية التي من المفترض أن يكون دورها تقديم الجديد والمفيد للمتلقي. وإن كان هناك من يرى أن لهذه الازدواجية وهذا التضارب «إيجابيات»، إلا أنها وصلت إلى التشابه الذي يُشتت الجهود، ويهدر المال والوقت، لذلك فالأمر بحاجة إلى إعادة ترتيب، وإلى مزيد من التنسيق، ليصبح ما يتم تقديمه من منتج ثقافي، أكثر فاعلية، وأكثر أهمية، وله فائدة ومنفعة حقيقية.. «المدينة» طرحت التساؤلات على أصحاب الشأن، فاختلفت الآراء، واتفق الجميع على ضرورة الاهتمام بتقديم ما يليق بالمنتج الثقافي.. السلمي: لا مانع أن يفعل الآخرون ما نفعله رئيس النادي الأدبي بجدة الدكتور عبدالله السلمي، أكد على أن المبدأ هو التمني بوجود الفعاليات الثقافية في كل بيت وكل شارع وفي كل مكان، لأن مثل هذه الفعاليات تبهج الصدر وتفرحنا، وأتمنى ألاّ يخلو أي مكان من فعالية ثقافية متميزة. مضيفًا: أما من ناحية الازدواجية فثمة اتفاقية بين أدبي جدة وجمعية الفنون من حيث البرامج والفعاليات والتعاون في مجالات عدة، إلا أن النادي الأدبي له طريقته وبرامجه وأسلوبه، وجميع البرامج المتاحة هي باشتراك الطرفين، ولا مانع في أن يفعل الآخرون ما يفعله النادي. وأشار السلمي إلى أن مثل هذه الشراكات الثقافية تمثل الجانب الإيجابي، ونحن في النادي لا نغضب من هذه الشراكة، لأننا نسير وفق الرؤية التي نسير عليها منذ 8 سنوات، متمنيًا استمرار مثل هذه الشراكة على جميع الأصعدة. آل صبيح: مستعدون لشراكة دائمة من جانبه، قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح: نحن في الجمعية هدفنا المنشود هو الانتقال بالعمل الثقافي الفني إلى حراك تفاعلي، فأي عمل ثقافي ذو جودة مرحب به، فلا الجمعية ولا النادي الأدبي ستحد أو تقلل من العمل الثقافي، فنحن مع أن تعمل جميع الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون بكل ما يثري الحركة الثقافية في المملكة، لنواكب الرؤية، وقد بادرت الجمعية بالشراكة مع النادي الأدبي بإقامة فعاليات مشتركة، ونحن مستعدون للشراكة الدائمة والمطلقة. وأضاف: نحن في فرع جدة نسعى إلى جعل برامجنا أكثر جودة، من خلال التركيز على مسارات تم تحديدها، ومنها ما اختصت بإقامة فعاليات مشتركة مع النادي الأدبي برئاسة الدكتور عبدالله السلمي الذي أبدى تعاوناً كبيراً في هذا الشأن، وأخرى تقدمها الجمعية. لذلك أنا أؤكد لك أن مسمى «الازدواجية» غير موجود وإنما توافق وتكامل بين النادي والجمعية، في ظل السعي الكبير للارتقاء بمخرجات الثقافة، وما يحدث هو تجسيد لمد التواصل، والأهم من هذا وذاك هو تقديم عمل ثقافي يتميز بالجودة. العامري: ما يقدم لا يلبي طموحات المثقفين الأديب عمرو العامري، أدلى بدلوه في هذا الموضوع، بقوله: ما نشاهده من «ازدواجية» في فعاليات النادي الأدبي بجدة وفرع جمعية الثقافة والفنون، هو جزء من الضبابية التي نعاني منها، وتعاني منها الثقافة، وأصبحت النظرة للثقافة مزدوجة وغير واضحة المعالم، تفاءلنا كثيراً بوجود وزارة الثقافة وتفاءلنا بنقلة كبيرة وملموسة للثقافة، ولكن لم نلمس شيئًا، ولم نشاهد شيئًا. وأضاف: نحن في أزمة ثقافية حقيقية، فالثقافة هي منتج واحد ومن المفترض أن تكون تحت سقف واحد، ولكن للأسف هناك «ازدواجية» غير حميدة في الفعاليات والأنشطة، لذلك ابتعد الكثير من المثقفين والمهتمين لأنهم لم يلمسوا أي تغيير ثقافي وأصيبوا بالإحباط. لذلك نأمل من وزارة الثقافة سرعة إيجاد ثقافة حقيقية واضحة تواكب المرحلة والرؤية الموضوعة، لأن وبكل شفافية ووضوح، ما يقدم الآن لا يتواكب ولا يتواءم ولا يلبي طموحات المثقفين، فأتمنى أن نطمس تلك «الإزدوجية» بميلاد ثقافة جديدة حقيقية. حرازي: أعطوا الفرصة للموهوبين الشباب بدوره، رأى الفنان هاني حرازي أن الازدواجية الثقافية هو عمل إيجابي يبث روح المنافسة بين المؤسسات الثقافية، مؤكدًا بأنها تصب في صالح الثقافة والفن بشكل عام. ودعا جميع العاملين في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون إلى تكثيف الجهود والتعاون بشكل أكبر حتى نظهر بالمظهر المطلوب، كما دعا إلى إعطاء الفرصة لجميع الموهوبين من الشباب ودعمهم والوقوف بجانبهم.