يتيح المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» لزواره القيام بجولة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية خلال 3 ساعات، يتمكن من خلالها الزائر من الوقوف على نماذج مستوحاة من تاريخ وحاضر 13 منطقة، ومشاهدة التنوع الثري لبيئات المملكة المختلفة وثقافات أبنائها وعاداتهم وتقاليدهم، وسط إيقاع الفلكلور الشعبي الذي تتميز به كل منطقة مصحوبًا بأهازيج من التراث القديم. ومن الجنادرية يستهل الزائر جولته في واقع افتراضي لجميع مناطق المملكة بزيارة جناح بيت مكةالمكرمة الذي يفوح بعبق التاريخ العظيم لبيت الله العتيق وحرمه الشريف والآيات البينات مقام سيدنا إبراهيم، والحجر، ونبع زمزم، إضافة إلى الروائح الزكية للورد الطائفي التي تعج بها أروقة الجناح الذي يعمل فيه الصناع وأصحاب الحرف المكية. ومن مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة حيث مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيلفت نظر الزائر «العريش» الذي يحكي قصة أفضل العصور بتفاصيلها الدقيقة، ناشرًا نسائم العهد النبوي من خلال المحتويات القيّمة التي يضمها وُيعرف بتاريخ وتراث منطقة المدينةالمنورة وموروثها النبوي الأصيل، وما شهدته من تطور مع عرض لمشروعاتها المستقبلية. وينتقل الزائر بعدها إلى جناح بيت المنطقة الشرقية ليطلع على بعض من فصول الحياة القديمة التي عرف بها أهالي الشرقية خلال الخمسينيات الميلادية، فيتنقل بين المباني المعروفة بطرازها المعماري التاريخي، ويخوض بعضاً من تجارب معيشتهم آنذاك. وفي جناح قرية عسير تمتزج الأصالة والتراث مع الحاضر، إذ تعدّ القصور التراثية أحد المعالم البارزة لزائري القرية لتجسد الصور الحقيقية لمختلف بيئات منطقة عسير وإظهار بيئتها التراثية والحضارية. أما جناح منطقة الباحة فيعيد للأذهان حكاية بساط الريح الأسطورية الذي ينقل الإنسان من مكان إلى آخر، فمنذ اللحظة الأولى لدخول بيت الباحة يشعر الزائر من خلال ما يشاهده من تفاصيل البناء والممرات. وإلى الشمال حيث جناح بيت الجوف الذي تفوج منه رائحة الزيتون، يرى الزائر مئذنة مسجد عمر أحد أوائل المآذن الإسلامية، كما يرى موروث المنطقة ومنتجاتها من : التمور والحرف اليدوية، ويطلع على تاريخها العريق، فضلا عن الاستمتاع بالعروض الفلكلورية من: الدحة، والعرضة، والسامري، ليصل في نهاية المطاف إلى بيت الشعر. ولايفوت الزائر للجنادرية إطلالة جناح بيت القصيم المشتهر برج الشنانة التاريخي، والقصر التراثي، والبيت القصيمي، ومبنى من طابقين يضم 13 جناحًا لعدة جهات منها « اكتشف القصيم، والنخلة والعقيلات، والشيخ محمد بن عثيمين، والاستديو الشعبي، وتراث القصيم العلمي، وجناح القصيم الحضارية. ويقف جناح بيت حائل التراثي شاهداً على كرم الضيافة من خلال ما يقدمه البيت الحائلي من مشروبات ساخنة مثل: القهوة، والشاي، والزنجبيل، والتمر، والمعمول، يصحبها حسن الاستقبال ورحابة الصدر التي تعتبر رمزاً أصيلاً بين أهالي المنطقة وعادة حسنة استمدوا إرثها من الكرم الحاتمي.