أنهت رابطة العالم الإسلامي، عبر هيئتها العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية، حملة إغاثية عاجلة استهدفت توزيع سلال غذائية لنحو 40 ألفاً من اللاجئين من أفريقيا الوسطى المقيمين في معسكرات اللجوء على حدود جمهورية تشاد، حيث تواصل الرابطة حضورها منذ اندلاع النزاع المسلح في أفريقيا الوسطى واستمرار موجات نزوح سكانها الفارين إلى الدول المجاورة وفي مقدمتها دولة تشاد، وهي المنظمة الإنسانية العالمية الوحيدة التي ما تزال تواصل تقديم المساعدات لأبناء أفريقيا الوسطى النازحين إلى حدود الجمهورية التشادية منذ بداية الأزمة وذلك بدعم كبير تلقاه أعمال الرابطة الإنسانية من الجهات الحكومية والأمنية ذات العلاقة في تشاد، لاسيما بعد أن توقفت المنظمات الدولية الإنسانية عن العمل في هذه المنطقة الحدودية المضطربة لأسباب مختلفة. وحث معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى العاملين على مواصلة الدعم الإنساني لهذه الفئة المستضعفة المنسيّة، التي يمثل النساء والأطفال الهاربين من الحرب جلّ أفرادها، والحرص على التوسع والتنويع في مدّهم بما يحتاجونه من مستلزمات معيشية، لتشمل علاوة على الجانب الغذائي، المستلزمات الصحية الأولية والملابس وغيرها، خصوصاً في ظل ما يعانونه في مخيمات اللجوء من انقطاع المعونات المقدمة إليهم مع اعتمادهم الكامل على تلك المعونات. وقد تعهدت رابطة العالم الإسلامي، بمواصلة تقديم المساعدات بشكل دوري لأبناء أفريقيا الوسطى النازحين إلى مخيمات اللجوء، مهما كانت ظروف العمل وخطورته، إيماناً بعظم المهمة الإنسانية التي تؤديها عبر هيئتها للإغاثة والرعاية والتنمية، مراعية في ذلك نهجها المستمد من منهج الإسلام في أفق رحمته الواسعة بالإنسانية جمعاء التي جعلت في كل كبد رطبة أجر دون تفريق ديني أو عرقي ولا غيرهما. وقدمت رابطة العالم الإسلامي الشكر والتقدير لحاكم إقليم جنوبتشاد عباد الساير، على الدعم الكبير الذي يقدمه لجهود فرق الرابطة الإغاثية في مناطق مخيمات اللجوء الجنوبية، وإشادته بأعمال الرابطة الإنسانية في المنطقة وتأكيداته على تسخير كل الإمكانات لتسهيل فرق عملها وانجاز مهماتها الإنسانية بيسر وأمان. وأوضحت رابطة العالم الإسلامي أن حملة الإغاثة العاجلة استهدفت أربع مخيّمات تقع على الشريط الحدودي الفاصل بين تشادوأفريقيا الوسطى، وجرى خلالها توزيع نحو 8400 سلة غذائية ستحقق لسكان تلك المخيمات بإذن الله اكتفاءً معيشياً لفترة زمنية ليست بالقليلة، فيما بذل فريق عمل الرابطة جهوداً مضنية للوصول إلى هذه المنطقة الحدودية الوعرة والخطرة التي تبعد عن العاصمة انجمينا أكثر من ألف كيلومترا، التي عزفت عن العمل فيها المنظمات الإنسانية، وتمكن بفضل الله من انجاز المهمة بنجاح، وتمكن فريق الرابطة من إضافة أكثر من 150 نازحاً جديداً من أفريقيا الوسطى لجئوا لإحدى المدارس الحدودية، إلى خطة التوزيع في اللحظات الأخيرة، انطلاقاً من الخبرة الطويلة التي حصدتها الرابطة في مجال العمل الإنساني، واستشعاراً لحاجة النازحين الجدد إلى الإغاثة العاجلة بعد أن قطعوا مسافات مضنية للوصول إلى المنطقة الآمنة. وأكدت الرابطة أنها لن تتوانى عن تنفيذ أعمالها الإغاثية والتنموية والصحية في القارة الأفريقية عموماً وفي تشاد واللاجئين على أرضها على وجه الخصوص. وأوضحت رابطة العالم الإسلامي أنها ستنفذ برامج دورية في معظم المناطق التشادية، ستركز على الجوانب الصحية حيث تدير واحداً من أفضل المراكز الصحية في العاصمة إضافة إلى تنفيذها حملات ومخيمات طبية متعددة الأغراض، كما تشمل المساعدات برامج تنموية مثل إنشاء المراكز الحضرية وبناء المساجد وحفر الآبار، وبرامج رعاية الأيتام وحملات الإغاثة العاجلة.