اليوم الأربعاء أول أيام التشريق، والحج يمثل أهم مناسبة دينية، يجتمع لها الناس «من كل فج عميق» يطوفون حول البيت سبعاً ويسعون بين الصفا والمروة سبعاً ويرمون الجمرات سبعاً، فما سر هذا الرقم «7» في كتاب الله، من كتاب «أسرار الكون في القرآن» د/ داوود السعدي نجد شرحاً وتفصيلاً جميلاً للرقم «7» للكون وشعائر الحج والخلق، فالنمط والنظام الكوني أي دوران الكواكب حول الشمس نجده في طواف كل حاج، أو معتمر، سبعاً في كل طواف، في مسارات دائرية للحجيج يلي بعضها بعضاً، حول الكعبة من يسار ليمين. إن طواف الحج، أو الاعتمار، يحكي حركات كل ما في الكون، من أصغر شئ إلى أكبره، كما يقول المؤلف، وهو يشبِّه جموع الحجيج الغفيرة، في طوافهم لبيت الله الحرام بالمجرة العظيمة في شكلها، وحركاتها، واتجاهاتها، وبما فيها بما لايعد من النجوم، وهي تدور حول نفسها من يسار ليمين؛ فطواف الحاج حول الكعبة مرة واحدة، يحكي دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة في العام. أما طوافه حول الكعبة 7 مرات، فهو يحكي دوران الكواكب السيارة الأخرى حول الشمس. أي أن العبادات، ومنها شعائر الحج، تحفل بنمطية مشابهة ومدهشة للعدد «7» كما يقول المؤلف، كذلك الخلق الكوني والإنساني. روى القرطبي عن ابن عباس قوله: «رأيت الله أكثر ذكر السبع في القرآن، فذكر السماوات سبعاً، والأرض سبعاً، والطواف سبعاً، والجمار سبعاً، وما شاء الله من ذلك، خلق الإنسان من سبعة، من سلالة من طين، نطفة، علقة ، مضغة، عظاماً، لحماً، «ثم أنشأناه خلقاً آخر» المؤمنون وجعل رزقه في سبعة، «أنا صببنا الماء صبا.. ثم شققنا الأرض شقا.. فأنبتنا فيها حبَّا.. وعنباً وقضبا.. وزيتوناً ونخلا.. وحدائق غُلبا.. وفاكهة وأبا». أحوال الإنسان، جسمه يتكون من 7 أشياء: ذرَّة، جزيئة، جين، كروموسوم، خلية، نسيج، عضو. أما أطواره فهي سبعة؛ جنين، طفل، شاب، كهل، شيخ، ميت، مبعوث. ومواضع سجوده سبعة: الجبين، اليدان، الركبتان، القدمان. الزمان الذي نلهث خلفه وننظم حياتنا حوله أيضاً مقسم إلى أسابيع، والأسبوع سبعة أيام، وكلمة الأسبوع مشتقة من العدد سبعة «الأرض تتكون من سبع قارات وسبعة محيطات أو أبْحُر، غلاف الأرض الجوي «السماء» يتألف من سبع طبقات كذلك يمر القمر فيما نراه منه في سبع مراحل، أو أطوار، وفي المنظومة الشمسية سبعة كواكب سيارة غير الأرض. تكررت الآيات التي جاء فيها ذكر السماوات السبع، وبهذا اللفظ، سبع مرات، في سبع آيات متفرقات، في كتاب الله جاء ذكر «السموات والأرض»، بهذين اللفظين مقرونين معاً، في كتاب الله تعالى، ومن غير ذكر للعدد 7 أو غيره، سبع مرات أيضاً، في 7 آيات متفرقات.. المثاني السبع، « ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم» جاء في تفسير المثاني السبع خمسة أقوال أرجحها أنها سورة الفاتحة. المسبحات السبع، ابتدأت سبع سور بالتسبيح لله تعالى،» وهي: «الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى»، كذلك جاء ذكر الفعل «يسبح» 7 مرات في 7 آيات، وجاءت كلمة «سبحانه» 14 مرة، أي 7×2، في كتاب الله. يقول المؤلف: « لايمكن لأحد أن يمارى في أهمية هذا التكرار المدهش، ومغزاه، فأن يكون هذا التكرار ناشئاً عن المصادفة فأمر لايصدقه أحد، وإنه ليدل على النظام والحساب، وعلى صنع الصانع، وخلق الخالق، والقدرة القادرة، والتدبير المحكم الدقيق.» ص228 حج مبرور وسعي مشكور لكل من كتبه الله من الحاجين، وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك للداجين.