* حاجات الفقراء والمساكين أصبحت لا تقف اليوم عند حدود تأمين الطعام والشراب والمَلبس؛ بل تتجاوزها لأمور حياتية أخرى كثيرة، ولذلك أجدني أقف احتراماً للجمعيات والمبادرات النوعية التي تسعى لخدمتهم والوقوف معهم من خلال أَقْنِية جديدة وبرامج عصرية. * وفي هذا المجال تأتي مبادرة (تكامل) الإنسانية الرائعة التي تهدف إلى تقديم العون القضائي والترافع المجانِيَّين عن أصحاب الحقوق من المحتاجين الذين لا يستطيعون إلى أتعاب المُحَاماة سبيلاً. * (تكامل) تقوم بتدريب (مائة مختارة من خريجي القانون والشريعة من الجنسين كل سنة)، حيث تُقَدّم لهم دورة مجانية في المحاماة تشتمل على (200 ساعة تدريبية) خلال عام يقدمها خبراء ومختصون بالقانون والقضاء والنيابة العامة، مع مساعدتهم في التوظيف؛ أما الفاتورة التي يدفعها أولئك الشباب بعد تخرجهم من الدورة فهي فقط التزامهم بالعمل التطوعي في دعم المحتاجين حقوقياً وقضائياً، وذلك بما يوازي مائة ساعة سنوياً لمدة عشر سنوات. * مبادرة تكامل التي بدأت دورتها الثالثة الأسبوع الماضي تبدو مشروعاً خَلّاقاً في العطاء للفقراء والمحتاجين، وكذا في غرس روح المسئولية الاجتماعية في نفوس شباب وفتيات الوطن؛ فشكراً للقائمين عليها وعلى رأسهم المحامي الدكتور ماجد قاروب. * وفي ذلك الإطار والميدان ولأن المدينةالمنورة عاصمة أبدية للإنسانية فهي تحتضن جمعية ساعي الخيرية للخدمات القانونية التي أُشْهِرَت رسمياً في ربيع أول من العام 1437ه، لتحقيق جملة من الأهداف منها: (تقديم الخدمات القانونيّة الشاملة للأيتام والأرامل والمساكين، وإعداد الدراسات وتقديم الاستشارات في الأوقاف والوصايا، وكذا التوعية بالأنظمة والإجراءات ذات العلاقة بالحقوق الشخصية). * (ساعي) رغم عمرها القصير، قدمت العديد من المشاريع التي تتعلق بكفالة قضايا ومرافعات الفئات المستهدفة في برامجها، كما أسهمت بحملات توعية بحقوق الأيتام والأرامل والمساكين، إلى غير ذلك من الفعاليات والمشاركات واتفاقيات التعاون. * أخيراً (جمعية ساعي) نبتة مباركة تحتاج جداً لدعم ومساندة أهل طيبة الطيبة ومحبيها؛ لكي تحقق رسالتها النبيلة، ونصيحتي لمجلس إدارتها أن يهتمّ بالحضور الإعلامي للجمعية؛ فهذا سيضمن وصولها لكافة أطياف المجتمع؛ وبالتالي دعمهم.