يشير بعض الاقتصاديين بأن الاقتصاد السعودي أصبح يعيش اليوم في عصرالاستحواذ والاندماج وهذا ما يؤكده تقرير صادرعن شركة ( كي بي إم جي ) العالمية والذي يفيد أن العامين القادمين سيحملان في طياتهما عدداً من صفقات الاندماج والاستحواذ الهامة لمنطقة الشرق الأوسط، وستتمحور تلك الصفقات حول السوق السعودية والتي ستشهد عملية تحول واسعة بهدف تنويع الاقتصاد المحلي وتقليص الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. التقاريرالإقتصادية المعلنة تؤكد هذا الاتجاه أيضاً فقد تخطت صفقات الاندماج في الربع الأول من هذا العام 2018م التريليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2017م والتي سجلت فيها الصفقات نحو 749 بليون دولار فقط ، كما أن متوسط قيمة الصفقات في الربع الأول من هذا العام ارتفع بنسبة كبيرة بلغت 30% عن الربع الأول من العام الماضي وهي النسبة الأعلى من 10 أعوام ، في حين واصل سوق الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط تحقيق أداء استثنائي، إذ ارتفعت الصفقات فيه بنسبة 62% في النصف الأول من عام 2018م مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وحاز قطاع التقنية المتقدمة على الحصة الأكبر بنسبة 18% من صفقات الدمج والاستحواذ العالمي في حين جاء قطاع الطاقة والكهرباء كأكثر قطاع نشاطاً في الشرق الأوسط سواء من حيث الحجم أو القيمة. معظم الاقتصاديين في المنطقة يؤكدون بأن تركيز الحكومات على الإصلاحات الاقتصادية ووضع القوانين والتشريعات واللوائح المساندة والتغييرات المختلفة في الأنظمة والتي تهدف إلى تحفيز الاستثمار الأجنبي من جهة وتعزيز الموقف المالي للشركات وخفض التكاليف ونقل المعرفة وتخفيض المخاطر التشغيلية والمالية وزيادة القدرات التنافسية من شأنها أن تساهم في المزيد من التحولات لاستقرارالأوضاع الاقتصادية وتطويرها على المدى البعيد. مؤخراً أعلنت شركة أرامكو العالمية عن عزمها دراسة الاستحواذ على حصة إستراتيجية من شركة (سابك) والتي تعد ثالث أو رابع أكبر شركة في مجال البتروكيماويات في العالم وفي حال إتمام هذه الصفقة والتي لازالت في مرحلة مبكرة من المفاوضات والمدعومة من قبل صندوق الاستثمارات العامة والذي يسعى لتنويع محفظته الاستثمارية فستكون واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في العالم وستساهم هذه الخطوة المحتملة في زيادة تنويع الاقتصاد السعودي وتخفيف آثار تقلب أسعار النفط كما ستساهم في زيادة التكامل بين عمليات الشركتين العملاقتين مما يساعد في نمو مجال الصناعات التحويلية الجديدة إلى جانب توفير المزيد من الوظائف للشباب السعودي. الاندماجات اليوم نشاهدها في العديد من القطاعات العالمية سواء البنكية أو النقل أو التقنية وهذه الصفقة لاتحقق أهداف برنامج التحول 2020 فقط بل وكذلك برنامج تحول شركة أرامكو الإستراتيجي والذي انطلق عام 2011 ويهدف لتكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، كما تساهم في تعزيز قوة ومتانة الاقتصاد السعودي خلال المرحلة القادمة.