يلتقي المنتخبان الجاران الفرنسي والبلجيكي الثلاثاء في سان بطرسبورغ في دربي ناري مرتقب في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا. ويأمل المنتخبان في مواصلة مشوارهما الرائع في البطولة الحالية، خصوصًا بلجيكا بجيلها «الذهبي»، الوحيد بين رباعي نصف النهائي الذي حقق العلامة الكاملة في مونديال 2018، وأبرزها في ربع النهائي على حساب البرازيل ونجمها نيمار عندما بخرت آمال السيليساو بلقب سادس بعدما كان من أبرز المرشحين للتتويج في موسكو في 15 يوليو. من جهته، أزاح المنتخب الفرنسي الذي يخوض دور الأربعة للمرة السادسة في تاريخه، الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي من الدور ثمن النهائي، ثم الأوروغواي ونجمها لويس سواريز من ربع النهائي. أما بلجيكا، فكانت أفضل نتيجة لها بلوغ نصف النهائي عام 1986 عندما سقطت أمام الأرجنتين بثنائية لأسطورتها دييغو أرماندو مارادونا. ارتفعت أسهم الجارين في التتويج باللقب بعد مشوارهما المثالي منذ بداية البطولة، وكلاهما يحوز الأسلحة اللازمة في مختلف خطوطه، فضلًا عن أن أغلب اللاعبين يعرفون بعضهم البعض من الدوري الإنجليزي، مثل الفرنسيين نجولو كانتي وأوليفييه جيرو والبلجيكيين تيبو كورتوا وإدين هازار (تشلسي)، الفرنسي هوجو لوريس والبلجيكيين يان فيرتونغن وتوبي ألدرفيريلد (توتنهام هوتسبر)، الفرنسي بول بوغبا والبلجيكيين مروان فلايني وروميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد). وستكون مباراة اليوم مليئة بمواجهات ثنائية عدة، سيكون أبرز الغائبين عنها مدافع بلجيكا وباريس سان جرمان الفرنسي توما مونييه بسبب الإيقاف، ما سيحرمه مواجهة زميله في النادي الباريسي كيليان مبابي. قال مهاجم فرنسا جيرو إن زميله في النادي اللندي هازار «فرنسي تقريبًا» في إشارة إلى تعلم الأخير أصول اللعبة في فرنسا عندما استهل مسيرته مع ليل في سن السادسة عشرة، مضيفًا أنه «لاعب رائع يملك مهارات التوغل بين الخطوط، هو أحد 3 أفضل لاعبين جاورتهم في مسيرتي الكروية». لكن مواطنه مدافع ريال مدريد الاسباني رافايل فاران قال «نعرف نقاط قوتنا وسنحاول الاعتماد عليها مع التركيز بشكل جيد جًدا للفوز عليهم. لن تكون المهمة سهلة، ولكن الأمر كذلك بالنسبة إليهم». وأردف قائلًا «هم قادرون على تمرير كرات قصيرة وتبادل المراكز والكثير من الحركة والهجمات المرتدة السريعة... منتخب متكامل وقوي»، محذرًا من خطورة لوكاكو ذي البنية الجسدية الضخمة والذي «يخلق المشكلات إلى أي خط دفاع، هو قوي جدًا ومزعج كثيرًا. ليس هناك حل معجزة لإيقافه، لا يجب أن نترك له مساحات كثيرة والحرص على قطع التواصل بينه وبين زملائه وهو العمل الذي نحن مطالبون بالقيام به جميعًا». جيرو: هازارد فرنسي الشاذلي: الفرنسيون أقوياء وقال ناصر الشاذلي اللاعب المغربي الأصل «منتخب فرنسا يملك الكثير من الصفات، إنهم أقوياء في الهجوم والدفاع، ويتقنون أيضًا الهجمات المرتدة». هنري بين المهنية والوطنية إذا كانت فرنسا تعوِّل على موهبتها الصاعدة مبابي ونجم أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان لإضافة بلجيكا إلى قائمة ضحاياها وبلوغ المباراة النهائية، فبلجيكا لا ينقصها لاعبون بمصاف النجوم، وتحديدًا الثلاثي لوكاكو وهازار وصانع ألعاب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين والذي كان له دور كبير في الإطاحة بالبرازيل من ربع ثمن النهائي. لكن مدرب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز أكد «كأس العالم لا تحترم الفرديات، أو المواهب الكبيرة، فقط المنتخبات التي تعمل بجد كمجموعة ولديها ذهنية الفوز». ولدى بلجيكا ورقة «فرنسية» لتحفيز لاعبيها، هي الهداف التاريخي لمنتخب «الديوك» تييري هنري (51 هدفًا) والمتوج معه باللقبين العالمي (1998) والأوروبي (2000)، وهو يشغل منصب المساعد الثاني لمارتينيز. وقال مارتينيز في تصريحات سابقة ردًا على سؤال عما يضيفه هنري للمنتخب، «هو شخص عاش حالة تطوير العقلية في فريق يسعى وراء حلم الفوز بأمر مميز». التاريخ يساند البلجيك يعرف المنتخبان بعضهما البعض جيدًا: فبلجيكا هي المنتخب الذي واجهته فرنسا 73 مرة منذ العام 1904. وتميل الكفة لصالح «الشياطين الحمر» مع 30 فوزًا مقابل 24 خسارة و19 تعادلًا. إلا أن مواجهة الثلاثاء ستكون الأهم في تاريخ لقاءات المنتخبين، مع سعي فرنسا إلى بلوغ النهائي الثالث في تاريخها بعد أن توجت بلقبها الوحيد (1998 على أرضها ضد البرازيل 3-صفر بقيادة مدربها الحالي ديدييه ديشان)، والثاني في مونديال 2006 خسرته بركلات الترجيح أمام ايطاليا. هرنانديز: لا يوجد مستحيل قال مدافع فرنسا لوكاس هرنانديز «تفصلنا عن اللقب مباراتان أولهما ضد بلجيكا والتي ستكون صعبة جدًا، ولكن في هذه الحياة ليس هناك شيء مستحيل»، مضيفًا «لا نتبادل الحديث بيننا عن التتويج باللقب ولكن كل واحد منا يفكر بإمكانية تحقيق ذلك». أضاف «المنتخب البلجيكي يملك فرديات رائعة جدًا، يجب أن نكون حذرين جدًا في الدفاع، ولكننا نعرف ما يتعيَّن علينا القيام به»، مذكرًا بأن فرنسا «أقصت أفضل لاعب في العالم في ثمن النهائي (ميسي)، لم يلمس الكرة كثيرًا. لدينا اللاعبون الضروريون لإيقاف أخطر وأفضل اللاعبين».