طالب الدكتور محمد الصفراني، أستاذ الدراسات الذهنية بجامعة طيبة، وزارة الثقافة بتبني المؤسسات كشكل من أشكال الحداثة، وهيكلة قطاعات الثقافة والأندية الأدبية والملحقيات الثقافية. جاء ذلك في سياق ورقته «متطلبات التنمية الثقافية من وزارة الثقافة»، التي قدمها يوم أمس الأول ضمن ندوة «من التراث إلى ما بعد الحداثة، رؤية المجتمع العربي الراهن»، التي أدارها الدكتور معجب العدواني، ضمن البرنامج الثقافي ل»عكاظ 12»، حيث سبق «الصفراني» في الحديث الدكتور محمد مفتاح، متحدثًا عن التراث إلى ما بعد الحداثة في ضوء نظرية الاتصال، مؤكدًا رفضه نظرية القطيعة وما يتولد عنها، وتبنيه نظرية الاتصال، مقدمًا مفاهيم النظرية الموظفة في هذا الميدان، ومنها مفهوم «المخاتلة»، المنحوت من المخالفة والمماثلة، بمعنى أن كل ما في الكون يتطور من مخالفه ومماثله. بينما رأى الدكتور سعد البازعي، في ورقته «أطوار الحداثة واحتمالاتها»، أن موضوع الندوة يتماس مباشرة مع سوق عكاظ، ورأى أن كثيرًا من الضبابية تحيط بمفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة. وقارن البازعي بين حداثة العرب الأولى في عصر التدوين عندما تواصلوا مع الغرب الذي تنقصه الحضارة، وبين الحداثة المتأخرة التي تواصل فيها العرب مع الغرب بعد نهضتهم وتقدمهم. فيما قدم المحاضر بقسم الأدب والبلاغة بالجامعة الإسلامية شتيوي الغيثي، ورقته عن ما بعد الحداثة، مشيرًا إلى التحفظ الواضح على وجود حداثة في العالم العربي، إذا ما زالت الرؤى التقليدية ممتدة في شتى المجالات في تشكيل العقل العربي. وقال الغيثي: «إننا نعيش حالة تأثرية ولا نريد الاصطدام بالتراث، ويجب أن نكون أكثر جرأة في رؤيتنا للآخر حتى نتمكن من استيعاب الثقافة الغربية بصنع رؤيتنا الخاصة». واعتبر أن المشاريع العربية الحديثة على المستوى الفكري والمعرفي والسياسي غير قادرة على الخروج من مسألة النظر إلى الآخر بوصفه متفوقًا حضاريًا، لذلك يسير أغلبها في مسار الإصلاح السياسي والحريات وقضايا المرأة وغيرها من القضايا التي لا تخرج عن النظر إلى الآخر باعتباره صاحب قصب السبق في كل شيء.