بعد قدم نيمار، دموعه! كمسلسل أمريكي لاتيني طويل ومعقد، تبحث البرازيل الأربعاء عن تأكيد عبورها للدور ثمن النهائي لمونديال كرة القدم 2018، والحفاظ على سمعتها وجدارتها بإحراز لقبها السادس عندما تلاقي صربيا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة. قبل مواجهة صربيا في موسكو، وجهت الانتقادات إلى نيمار لعدم تمكنه من السيطرة على مشاعره عقب الفوز على كوستاريكا، في مشهد اعتبر «مقلقا» من قبل أكثر الصحف شعبية في البرزيل «أو غلوبو». حاول نيمار العائد منذ أسابيع بعد غياب مطول بسبب الإصابة، أن يخفف من وقع ما قام به في تغريدة عقب المباراة، قال فيها «الجميع يعلم ما مررت به لأصل إلى هنا.. كانت هذه دموع فرح (...) دموع قوة». أحلام صربيا تتصدر البرازيل حاليًا المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط، وتدخل مواجهة صربيا (3 نقاط) في موقف قوة لإدراكها أن التعادل سيكون كافيا للتأهل. لكن المهمة لن تكون سهلة أمام صربيا التي لا تملك سوى الفوز لضمان بطاقتها إلى الدور الثاني، لأن التعادل لن يكفيها على الأرجح.. المنافس الجدي الآخر في المجموعة هو سويسرا شريكة البرازيل في نقاط الصدارة، والتي ستلعب مباراة سهلة نسبيًا مع كوستاريكا الأخيرة، التي خرجت من السباق. الموعد الذي بدأ متابعو المونديال يهمسون به حاليا هو مواجهة ثأرية بين البرازيل وألمانيا بطلة العالم في ثمن النهائي، نظرًا لأن المانشافت يعاني أيضا في المجموعة السادسة بعد خسارة أولى أمام المكسيك 1-صفر وفوز بشق النفس على السويد 2-1. لم يضمن أي من المنتخبين الكبيرين حتى الآن صدارة مجموعته، وفي حال تصدر أحدهما وإنهاء الثاني مجموعته في مركز الوصافة، فالمواجهة بينهما في ثمن النهائي واقعة. سويسرا لمواصلة المسيرة وفي المباراة الثانية، تأمل سويسرا في مواصلة بدايتها القوية عندما تلتقي كوستاريكا في نيجني نوفغورود، وحجز بطاقتها إلى الدور الثاني للمرة الثانية تواليا والرابعة في تاريخها. بعد تعادلها في المباراة الأولى مع البرازيل، قلبت سويسرا الطاولة على صربيا محولة تخلفها إلى فوز غال 2-1، في مباراة كانت مشحونة على خلفية سياسة، بقدر ما كانت قوية على أرض الملعب. يكفي سويسرا التعادل لضمان وجودها في الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة البرازيل وصربيا، إلا أن المرجح أيضًا أن يقارب السويسريون المباراة بالنظر إلى وضع الألمان في المجموعة السادسة. تنفست سويسرا الصعداء بعدما اكتفى الاتحاد الدولي بتغريم نجميها شيردان شاكيري وغرانيت تشاكا بدلا من الإيقاف على خلفية احتفالهما «السياسي» بعد التسجيل في مرمى صربيا خلال لقاء الفريقين في مونديال روسيا. وأعلن «فيفا» الاثنين أنه غرم كلا من شاكيري وتشاكا، وكلاهما تعود أصولهما إلى إقليم كوسوفو، مبلغ 10 آلاف فرنك سويسري (8660 يورو)، كما غرم أيضًا زميلهما المدافع شتيفان ليخشتاينر ب5 آلاف للمشاركة معهما في استفزاز الجمهور واللاعبين الصرب. لم يحافظ شاكيري وتشاكا على الحياد السويسري في الملعب.. احتفلا بعد الهدفين برسم شارة «النسر المزدوج»، الذي يرمز لألبانيا (وتاليا كوسوفو)، في وجه المشجعين الصرب، في استعادة لتاريخ دموي في البلقان. في المقابل، تسعى كوستاريكا لتفادي الخروج بثلاث هزائم متتالية وغلة عقيمة من الأهداف للمرة الأولى منذ مونديال 2006، وتحقيق نتيجة معنوية للفرق الذي فاجأ العالم في 2014 ببلوغه الدور ربع النهائي.