غادرنا أمس خلف منتخبنا الوطني إلى مدينة روستوف، التي تطلّ على البحر الأسود، وتوقَّع الشامتون والمتشائمون أن تكون نكسة جديدة للكرة السعودية، وأن يُلقى بالأخضر إلى البحر الأسود، المطلة عليه روستوف، لكن الصقور كان عملهم أبيض بالأمس، والمباراة كانت على عكس ما توقعوه تمامًا، فمنتخبنا قدم كرة قدم حقيقية أمام أوروجواي، سيطر واستحوذ وصنع الهجمة تلو الأخرى، وكان الأبرز خلال المباراة، والإحصائيات لا تكذب، فقد استحوذ منتخبنا على الكرة بنسبة 53% مقابل 47% لأوروجواي، ومرر 623 كرة، لقاء 550 لمنافسه، صحيح أنه كان لأوروجواي هجمات خطرة، وهذا أمر طبيعي في ظل فارق الخبرة التي تميل لكفته، والنجوم الكبار الذين يمثلونه، مثل كافاني وسواريز، وغيرهم من المحترفين في الدوريات الأوروبية، ولكن كم كان مدرب الأوروجواي تاباريز محقًا، وهو يتكلم عن المنتخب السعودي قبل المباراة، ويقول إن ما حدث للصقور في مباراة روسيا مفاجأة، وإن مستويات المنتخب أفضل من ذلك، وسيقدم أمام فريقه كرة مختلفة، وبالفعل كان المدرب الأوروجوياني العجوز أفضل من غيره في تحليله، يتحدث بمنطق وواقعية، وما توقعه كان حاضرًا في أرض الملعب، المنتخب السعودي قدّم كرة قدم حقيقية، وإن كنت أرى أن الأخضر لديه أفضل من ذلك. لسنا سعداء بالخسارة أمام أوروجواي، حتى وإن كانت أمام بطل لكأس العالم في يوم من الأيام، ولكننا متقبلون جدًا للمستوى الذي ظهر به منتخبنا، وفي النهاية الكرة فوز وخسارة، لعبنا وخسرنا، وهذا أمر يحدث كل يوم في عالم الكرة، لا نريد العودة إلى مباراة روسيا ولكن نشير إلى أننا في تلك المباراة افتقدنا للخبرة والتكتيك والانضباط واندفعنا للأمام، المهم أن كل ذلك محوناه، لكن كنت أتمنى في الجزء الأخير من مباراة الأمس أن تكون لدينا جرأة هجومية أكبر لنتمكن من تعديل النتيجة، وفي كل الأحوال انتهت المباراة بخيرها وشرّها في مدينة روستوف، تلك المدينة التي تتمتع بدرجة حرارة تبدو أنها مناسبة للاعبينا تتجاوز ال30 درجة، على عكس موسكو الباردة جدًا في كل الأوقات. قدم المنتخب أداءً جيدًا وممتعًا وخسر النتيجة، وتبقت له مباراة أخيرة مع الأشقاء المصريين، وربنا يكتب فيها الخير. وفي ختام حديثي أقول للاعبين الذين قسونا عليهم كثيرًا وانتقدناهم كثيرًا، إنّ ما قلناه هو من محبتنا لهم وثقتنا فيهم بعد صدمتنا من المستوى في المباراة الأولى، بينما كانوا في مباراة أمس رجالًا على أرض الملعب، 11 ضد 11، أما الشامتون لا يعنوننا ولا يهموننا، بينما نقول للمتشائمين: دائمًا وأبدًا تفاءلوا بالخير تجدوه، ودائمًا كونوا عونًا للاعبين في أرض الملعب ليظهروا أقوياء وليسوا مهزوزين، فالآراء دائمًا مؤثرة، وهذا أمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وفي النهاية لكل شخص رأيه، عمومًا خسر منتخبنا نقاط المباراة وكسب الاحترام، وتأكد كل من تابع المباراة أن المنتخب السعودي لديه كرة قدم حقيقية، ويملك الأفضل، وأن صدمة روسيا كانت كبوة جواد.