تتميز ليالي رمضان بنكهة خاصة لا تكتمل دون البسطات الرمضانية الشهيرة، وفي مقدمتها بسطة البليلة التي يقف عليها الباعة يرددون الأهازيج: «بليلة بللوكي.. بالخل والكمون زينوكي»، وسط أجواء المنافسة لجذب الزبائن. وسط هذا المشهد الرمضاني، يبرز حضور المرأة في المضمار؛ حيث اقتحمت العديد من السعوديات مجال بسطات البليلة في مدينة جدة، ومنهن داليا طلاقي وندى عبدالكريم التي التقتها «المدينة» خلال جولة ميدانية على البسطات. وتقول داليا: «البليلة» إحدى الوجبات الخفيفة التي اشتهرت في العديد من البلدان العربية، كما اشتهرت في مدن الحجاز وجدة تحديدًا، حتى باتت تصنف من الموروثات الشعبية. وتضيف أنه بالرغم من وجود العديد من الباعة الذين يتنافسون على بيع ما لديهم، فإن لكل منهم طريقته الخاصة في تحضيرها وتزيينها، وإضافة المكونات الأخرى إليها، مثل «الكمون والبهار والجزر المخلل» وغيرها. موضحةً أن هذه هي التجربة الأولى لها في ذلك المجال. وتشير «طلاقي» في حديثها إلى أنه وبعد التردد كثيرًا في إطلاق المشروع قررت أن تكون بدايتها تزامنًا مع شهر رمضان المبارك؛ حيث قامت باستخراج التصريح المطلوب بعد إجراء الفحص الطبي، وتقديم دراسة المشروع، وتحديد الموقع وتصويره؛ لإرفاقه بالمستندات. وتضيف بأنه ومن خلال دراستها لمشروعها الصغير قامت برصد الإقبال الكبير من الزبائن على هذه البسطات خلال السنوات الماضية، كما أن تسابق الشباب والشابات على اختيار أماكن لها هو ما شجعها على خوض تلك التجربة؛ لشغل وقت الفراغ، والبحث عن المكسب. وعن العقبات التي واجهتها تقول إنه لم تكن هنالك أي عقبات، سوى مبلغ استخراج التصريح والذي بلغ 1500 ريال مقسمة ما بين البطاقة الصحية وتقديم دراسة للمشروع والتصريح، موضحةً أن هذا المبلغ قد يشكل عائقًا أمام البعض، وخصوصًا عند تأسيس تلك البسطة واستكمال أدوات الطبخ، لا سيما أن تلك البسطات أغلبها موسمية لشهر واحد. نقطة البداية وتضيف ندى عبد الكريم، أن هذه هي التجربة الأولى لها في العمل داخل البسطات الرمضانية؛ حيث بدأت بإنشاء بسطتها الخاصة وسط دعم من أسرتها؛ لتخوض أولى تجاربها مع الزبائن، الذين باتوا يترددون على البسطة. وتقول: إن روح التنافس الموجودة بين الشباب والشابات في تلك البسطات وما يرددونه من أهازيج لبيع البليلة يعتبر حافزًا كبيرًا لها، إضافة إلى إقبال الزبائن الذين يشجعون هذا التوجه الشبابي، خصوصًا أن غالبية العاملين في تلك البسطات هم من فئة الشباب، الذين لا تتجاوز أعمارهم ال23 سنة، وتواصل: منذ أن يتم الإعلان عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك يبدأ أصحاب البسطات بالتوجه إلى مواقعهم، التي تزين بالفوانيس الرمضانية، والإضاءات المختلفة؛ لاستقبال الزبائن. وتشير إلى أن هذه التجربة قد تكون هي نقطة البداية لمشروعات أفضل؛ حيث إن العمل في تلك البسطات يقوم بإكساب الخبرة في التعامل مع الزبائن والتعرف على متطلبات السوق، والذي يُسهم كثيرًا في تطوير المشروع وتحسينه أو استبداله بمشروع آخر، والاستفادة من التجارب السابقة.