في الأسبوع الماضي أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عن برنامج (جودة الحياة) ، وهو أحد 12 برنامجاً رئيسياً حددها المجلس واعتبرها ذات أهمية إستراتيجية من أجل تحقيق رؤية 2030، والبرنامج يعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية كما تساهم في خلق فرص عمل وترفع من مستوى بعض المدن في المملكة لتكون في مصاف أفضل مدن العالم، وانتشرت العديد من التفاصيل والمعلومات عن البرنامج ومنها الملخص التنفيذي للبرنامج والذي جاء في 234 صفحة والمتضمن تفاصيل تنفيذ البرنامج والأرقام والجدول الزمني والخطوات والمراحل التي تساهم في تحسين البنية التحتية بكامل تفاصيلها من شبكة نقل وتصميم حضري وبيئي وإسكان ورعاية صحية وفرص اقتصادية وتعليمية وأمنية وبيئة اجتماعية ورياضة وفنون وتراث وثقافة ومشاركات اجتماعية مختلفة . التناغم الذي نراه اليوم بين العديد من الأنشطة والبرامج التي تعلن هنا وهناك، وبين فترة وأخرى، يجعلنا نتفاءل بتحقيق نتائج مثمرة من هذا البرنامج (جودة الحياة) فالحياة لاتقتصر على جانب واحد بل هي جوانب متعددة ومتكاملة، ولكي تجود الحياة وتصبح مكاناً جميلاً قابلاً للعيش فيجب أن نعمل على إصلاحها وتحسينها من كافة جوانبها، إذ لاينفع أن نصلح جانباً واحداً وتبقى جوانب أخرى غير صالحة، ولذلك اعتمد البرنامج على تطوير نمط حياة الفرد كما اعتمد على تحسين جودة الحياة، وحتى تكون الجودة وفق معايير متكاملة اعتمد البرنامج على ستة مؤشرات شاملة ومعروفة عالمياً لتكون مراجع أساسية لبرنامج (جودة الحياة) وتكون مرتبطة بشكل مباشر بمفهومين هما قابلية العيش ونمط الحياة. الإنفاق الإجمالي على البرنامج حتى 2020 سيصل إلى 130 مليار ريال، ويشمل هذا الإنفاق الاستثمارات المباشرة في البرنامج والنفقات الحكومية الرأسمالية وكذلك استثمارات متاحة للقطاع الخاص. كما يستهدف البرنامج تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بالقطاعات ذات الصلة بالبرنامج بنسبة 20% سنوياً حتى عام 2020، ويتمثل الطموح الأسمى للبرنامج في إدراج ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم مع حلول عام 2030. إنه تحدٍ كبير ولكن سيتم مقابلته بهمم أكبر وبطموحات بلغت عنان السماء وبكوادر وطنية لا تعرف معنى للمستحيل ولن تقف حتى تصل إلى تحقيق أهدافها وتطلعاتها المستقبلية، فالظروف اختلفت وأصبحنا في سباق مع الزمن ولامجال لتضييع مزيد من الوقت، فالكل يعمل على مدار الساعة والكل يعرف ماله وماعليه والكل يسعى لكي يصبح هذا الوطن مكاناً متميزاً ينافس باقي دول العالم.