شهدت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية، انتشارًا للمدرعات العسكرية وبعض الآليات في مداخل المدينة لأول مرة، منذُ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بأواخر ديسمبر الماضي. وقالت مصادر حوثية من داخل صنعاء: إن المليشيات فرضت الإقامة الجبرية على عدد من القادة العسكريين في جماعة الحوثي المناوئين للتيار الثوري، الذي يتزعمه محمد علي الحوثي، بحسب مصدر مقرب من أحد أعضاء «المجلس الأعلى». وأشارت المصادر إلى أن محمد علي الحوثي، تردد إلى محافظة ذمار بشكل كبير خلال الفترة القريبة الماضية، مستغلًّا علاقته بأحد الوجهاء في ذمار لترتيب اختيار موقع مناسب لإقامته وباقي أسرته. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن اجتماعات المجلس السياسي الحوثى توقفت تمامًا، خلال الشهر الماضي، خاصة أن بعض أعضائه قاموا بإغلاق هواتفهم، ولا يُعرف مكان وجودهم، وأن بعض القيادات الحوثية غادروا صنعاء إلى مواقع وأماكن غير معروفة، وفرّوا بالأموال التي نهبوها من البنك المركزي، وانتقلوا إلى مواقع تحت سيطرتهم خارج صنعاء، وبعيدا عن صعدة معقل الحوثيين، التي يرونها أصبحت تحت مرمى الشرعية. الخلافات تعصف بالحوثيين كشفت مصادر مُقربة لما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، تصاعد خلافات الحوثيين إلى درجة غير مسبوقة، وأن من يدير العمليات حاليًّا ومن يعدّ الرئيس الفعلي في صنعاء للانقلابيين هو عبدالكريم الحوثي، وهو القائد الفعلي لصنعاء. وقالت المصادر: إن عبدالكريم الحوثي عقد اجتماعًا سريًّا مع 8 أشخاص، منهم فارس مناع، وحسين العزي، وحسن زيد، ومحمد العاطفي والناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، واستمر الاجتماع أكثر من 8 ساعات، وتقدم محمد عبدالسلام، الذي عاد من طهران أخيرًا، بخطة إيرانية جديدة لمعالجة الموقف الراهن، ونقص المقاتلين والأسلحة، واللجوء إلى طلب جلسة مشاورات وتهدئة. استخدام الباليستية لتغطية العجز بيّنت المصادر «أن استخدام الحوثيين الصواريخ الباليستية بكثافة هذه الأيام، هو الورقة الأخيرة التي يناورون بها، ليقال إنهم ما زالوا أقوياء، والحقيقة غير ذلك؛ إذ إنهم يعيشون حالة نقص كبير في المقاتلين، وهزائم متوالية في الجبهات، وهناك خلافات بين كبار القادة الحوثيين وصلت إلى تبادل التهم بينهم بالعمالة، وبعضهم أطلق ألفاظًا على بعض القيادات الحوثية بأنهم غير أوفياء، وأن النساء أشرف منهم، ويقصدون بذلك الذين أغلقوا هواتفهم وغابوا عن حضور بعض اللقاءات المهمة. نهايتهم لن تتجاوز الأسبوعين كشفت المصادر أن المخطط الإيراني الذي يتنفس منه الحوثيون والإيرانيون الصعداء، عندما تضيق عليهم الأمور؛ إذ يلجؤون إلى طلب محادثات ومشاورات لترتيب صفوفهم، خاصة بعد فشل طلال عقلان وعدد من الشخصيات والقيادات الحوثية في دعم جبهات القتال بالمقاتلين. وذكرت المصادر أن قيادات إيرانية وأخرى من حزب الله اجتمعت مع عبدالكريم الحوثي، وتم الاتفاق على المطالبة بوضع هدنة أو جولة مشاورات جديدة، وإيقاف القتال؛ لاستعادة قوتهم وترتيب صفوفهم، لافتة إلى أن زيارة القيادات لمخازن الأسلحة والمقذوفات، هو وفق توجيهات إيرانية أن لديهم كثيرًا من الأسلحة والصواريخ، وحتى يكون ذلك تلميحًا بأن طلبهم المشاورات ليس ضعفًا، بل يأتي في ظل قوتهم، وهذا الأمر غير صحيح أبدًا؛ لأنهم محاصرون من كل الجهات، ويفقدون المقاتلين، ويتلقون ضربات جوية قاصمة، وأن ورقة المشاورات هي ورقة يلجؤون إليها في الظروف الصعبة؛ ولذا إذا رفضت المشاورات معهم فإن نهايتهم لن تتجاوز الأسبوعين فقط». حكومة بن حبتور وهمية واكدت المصادر أن حكومة بن حبتور شكلية ووهمية، وأن إيران تستعين بأسماء في الصف الثاني غير معروفة، لأشخاص كانوا موجودين في إيران منذ وقت مبكر، ولديهم تعليمات وخطط، وتحفظ على ظهورهم الإعلامي، أو معرفة أسمائهم، للقيام بتحركات لإغراء الشباب والمشايخ بالانضمام إلى صفوفهم، وهو الأمر الذي فشل تمامًا، مبينًا أن محمد علي الحوثي اتهم عددًا من المشايخ بالتقاعس والفشل، وأن حسابهم سيكون عسيرًا إذا لم يتم دعم الجبهات بالعدد المطلوب منهم خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام.