شهد قادة وممثلو 20 جامعة حكومية وخاصة أمس انطلاق منتدى المواهب الأكاديمية الوطنية الثالث الذي تنظمه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، بهدف استقطاب المعيدين والمحاضرين من الجامعات السعودية لاستكمال دراستهم في الجامعة، وتنمية مواهبهم وقدراتهم الأكاديمية وإعدادهم كقادة المستقبل في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات والهندسة من خلال توفير فرص الدراسة، والبحث العلمي، والتدريب في الجامعة لهذه الفئة المهمة جداً من أبناء الوطن. وأكد الدكتور برايان موران، عميد شؤون الطلبة في كاوست أمام المنتدى الذي شهد حضوراً كثيفاً من المعيدين والمحاضرين والأساتذة، أن أبحاث الجامعة تتماشى مع أهداف المملكة لتنويع مواردها الاقتصادية، لافتاً إلى أن الأبحاث في كاوست تتمحور حول الغذاء والماء والبيئة والطاقة وتتماشى مع التوجه الاستراتيجي للمملكة، حيث نشجع التداخل بين الأقسام والتخصصات التي تقدمها الجامعة في مجالات العلوم والتقنية». وشدد موران في ختام كلمته على أن كاوست ستواصل «استثماراتها في المواهب الوطنية من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية من خلال عدة مبادرات تنظمها وتستضيفها في حرمها الجامعي». تعاون الجامعات وشهد المنتدى أمس جلسة نقاش عن أهمية الأبحاث في تحريك عجلة النجاح والتنمية مع البروفيسور كارلوس دوارتي، رئيس مركز أبحاث البحر الأحمر والبروفيسور إبراهيم حطيط والبروفيسورة ديانا لاكوست من قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، حيث أشارت الأخيرة إلى أنه من المهم في مجال التعاون البحثي الاستفادة من الموارد المتاحة من خلال التعاون داخلياً بين الأقسام العلمية المختلفة في كاوست والتعاون الخارجي بين الجامعات، وكذلك التعاون على مستوى القطاع الصناعي المحلي والدولي». فيما قال البروفيسور حطيط: «نحن لا نُعلِّم طلبتنا التقنيات المتطورة المتوفرة حالياً فحسب، بل أيضًا تقنيات الجيل القادم. من خلال تعاون كاوست مع أفضل الخبراء في المجالات المتعددة، يصبح التواصل مع متطلبات المجتمع أكثر فعالية». كما دارت حلقة حوار بين الطلبة الموجودين والخريجين من الأقسام الأكاديمية الثلاثة في «كاوست» عن المستقبل الأكاديمي في عيون المعيدين ومساعدي التدريس، تبادل فيها الحضور المعلومات والخبرات والدروس، وقدمت لهم الحلقة خبرة ملموسة واقعية أثرت برنامج المندى كثيراً. وتضمن المنتدى، أمس، أيضاً عدداً من النقاشات المركزة حول العلوم والهندسة وفعاليات المقهى العلمي (Sci-Café) ومعرض لملصقات أبحاث طلبة الجامعة، وجولة في مختبرات ومعامل الجامعة المركزية التي تحتوي أحدث الأجهزة والمعدات ويديرها كادر بحثي عالمي المستوى. يشار إلى أن المنتدى استقطب منذ انطلاقته، أكثر من 100 معيد ومحاضر من 20 جامعة سعودية. وفي كل عام، يتم دعوة الجامعات السعودية الراعية للبرنامج إلى حرم «كاوست» للقاء طلبتها، والتعرف على مستجدات المنتدى، ومناقشة الأهداف المشتركة للنهوض بالاقتصاد المعرفي للمملكة، الأمر الذي يساهم بقوة في نجاح البرنامج وقدرته على إحداث التأثير المنشود. فخريجو منتدى المواهب الأكاديمية الوطنية يمثلون الجيل القادم من الأكاديميين السعوديين الذين سيكون لهم دور محوري في تطوير التعليم العالي في المملكة، كونهم يشكلون موردًا مستدامًا للعقول الوطنية الواعدة في البلاد.