يشكل افتتاح العرس الثقافي العالمي الذي تحتضنه مدينة جدة في معرضها الدولي للكتاب للعام الثالث- «نقلة نوعية» في صناعة الثقافة العربية والدولية، وداعمًا رئيسًا لحركة النشر والتأليف، وإثراء للحراك المعرفي لفئات المجتمع كافةً، وليس مستغربًا نجاح المعرض وانطلاقه نحو العالمية بخطى ثابتة، ليأخذ مكانه بين أشهر المعارض العالمية والعربية للكتب خلال ثلاث سنوات فقط.. نجاح رسم رؤاه وقف على تنفيذ تفاصيله صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، محافظ جدة، رئيس اللجنة العليا لمعرض جدة الدولي للكتاب، حيث منح سموه المشروع وقته وإمكاناته، ليعبر به إلى مصاف معارض الكتاب العالمية في أول ظهور له في جدة، ليضيف إلى الحراك المعرفي إضافةً سوف تتوقف عندها الأقلام كثيرًا من الوقت؛ لتستوعب هذا الحدث الذي صاغته أياد سعودية خالصة بالعلم والمعرفة وحسن الإدارة. وأكد الأمير مشعل على تجسيد الدور التكاملي بين مختلف الجهات العاملة في معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة، وبضرورة تكثيف الجهود والتفاني في العمل لإظهار هذا الحدث بالصورة التي تخدم توجيهات القيادة الرشيدة، واهتمامها بصناعة الثقافة، وتنمية روح الانتماء إلى الكتاب، والاهتمام بحركة التأليف والنشر بشكل عام. سيمفونية التنظيم كما قاد «مشعل» فريق عمل اللجنة العليا المشرفة على التنظيم كسيمفونية تعزف في تناغم توزيع المسؤوليات، اشترك فيها الجميع للقيام بمهامها والتزاماتها، بمتابعته المستمرة طوال العام منذ الإعلان عن تدشين المعرض، والذي استمر العمل فيه لشهور طويلة، من خلال رئاسته اجتماعات اللجنة أسبوعيًّا ومباشرته أعمالها، وجولاته التفقدية لمراحل التنفيذ، بدءً من اختيار المكان، واختيار الشعار، بل ومراجعة عناوين الكتب وأبرزها، واختيار شعار المعرض، والذي كانت فكرته من اقتراحه، وتذليل كل العقبات في سبيل تيسير الإجراءات الإدارية والخدمات اللوجستية، للعارضين من جميع أنحاء العالم، ومناقشة اللجان في أحدث ما وصلت إليه التقنيات الحديثة في إدارة المعارض الدولية، كما وَجَّه الأمير مشعل بتنظيم فعاليات جديدة ومتنوعة تثري الحياة الثقافية والمعرفية، والاهتمام الخاص بفعاليات المرأة والطفل، لشرائح المجتمع كافة. سرعة وانسيابية وهكذا سار العمل داخل معرض جدة الدولي للكتاب بسرعة وانسيابية سواءً فيما يتعلق بأعمال التجهيزات أو استقبال الوارد من الكتب والأعمال الثقافية، وتيسير إجراءات الرقابة والفسوحات عليها؛ للتأكد من مطابقتها للوائح وشروط المشاركة، وكذلك التنسيق بين الجهات المشاركة في إعداد وتقديم هذا العرس الثقافي الدولي بين اللجنة العليا المنظمة للمعرض، ووزارة الثقافة والإعلام من جهة والغرفة التجارية بمحافظة جدة ورجال الأعمال من جهة أخرى والناشرين الدوليين والمحليين، وبين تطلعات المثقفين، والقراء بجميع فئاتهم العمرية، وخلفياتهم المعرفية. وبرزت جهود رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض جدة الدولي للكتاب الأمير مشعل بن ماجد باختيار وتشكيل فعالياته المختلفة. أرقام قياسية وتعبر الصورة الماثلة للمعرض اليوم عن ضخامة الحدث بأرقامه القياسية، والتي بلغت هذا العام مشاركة (42) دولة خليجية وعربية وعالمية و(450) دار نشر، مجسدين بذلك روح التنافس في نشر ثقافة الكتاب وإثراء الحركة الفكرية والمعرفية بين أفراد المجتمع، على مدى (10) أيام بمنظومة متكاملة من الأنشطة والبرامج يتم تقديمها على مساحة تم زيادتها من (20) ألف م2 في عام 2015، إلى (27.5) ألف م2 في 2017 وعرض أكثر من (1.5) مليون عنوان بهدف تنمية الحس المعرفي بالكتاب وإثراء الفكر والثقافة والبحث العلمي بمزيد من القراءة والاطلاع والرقي بصناعة النشر والتأليف. ورغم ضخامة هذا الحدث؛ إلا أن الأمير مشعل بن ماجد رئيس اللجنة العليا بحسه الثقافي استطاع أن يوازن بين القيم الدينية وثوابت المملكة وبين حرية الابداع الثقافي والمعرفي؛ ما يحقق بيئة ثقافية مثلى في معرض جدة الدولي للكتاب. وقد خصصت إدارة المعرض هذا العام «جناح المؤلف السعودي» تشجيعًا من وزارة الثقافة والإعلام للمؤلفين السعوديين، كإحدى الخدمات المجتمعية التي تقدمها الوزارة للمؤلف الذي ليس لديه دار نشر، أو لمحدودية إنتاجه، ما تتيح هذه الخدمة الفرصة للمؤلف السعودي المشاركة في معرض جدة الدولي للكتاب. كما هيأت إدارة المعرض الموقع بما يتوافق واحتياجات وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عالي الجودة والسهولة، كما روعي في تصميم المعرض، إلى جانب بنيته الجمالية، الاعتماد على وسائل التقنية الحديثة، كما تتضمن الفعاليات المصاحبة أنشطة عدة، منها فعالية المسرح المكشوف الذي أطلق عليها «المسرح الروماني»، وستقام عليه عروض الفرق المحلية والدولية في الهواء الطلق، بجانب معرض «عتبات ملونة»، ومنصات توقيع الكتب، وورش العمل المخالفة، والأمسيات الشعرية، وغيرها الفعاليات الأخرى. والشاهد الأول على مؤشرات النجاح الذي سوف يحققه المعرض بإذن الله عدد الزوار الكبير المتوقع، والفعاليات الثقافية والمعرفية التي تواكب المعرض لنشر ثقافة العلم والمعرفة والآداب والفنون، باعتبارها من أهم مقومات حياتنا الاجتماعية والثقافية.. وتعزيز روح الانتماء للوطن الغالي مع ترسيخ التواصل الإنساني من خلال الكتاب.. كوسيلة مثلى لدعم حوار الحضارات والثقافات في هذا العالم.