البعض يعتقد أن بعض مظاهر التعذيب والوحشية والبطش مرتبطة فقط بأصناف معينة من الحيوانات المفترسة أو حتى بعض أصناف البشر من المجرمين والإرهابيين الذين فقدوا إنسانيتهم وانعدمت لديهم كل مظاهر الرحمة والشفقة وتحولوا إلى وحوش كاسرة في أجساد وهياكل بشرية، بل إن بعضهم تجاوز هذا الحد وتغلبوا على بعض الوحوش والذين قد يكون لديهم بقية من عطف وشفقة ورحمة. هناك أفراد يطلق عليهم المجتمع اسم (آباء) لأنهم تزوجوا وأنجبوا أبناءً غير أنهم لا يعرفوا شيئاً من معانى الأبوة فبعضهم لم يتوقف عند مستوى تعنيف الأطفال بل وصل إلى حد التعذيب وبعضهم قد أغوته المخدرات ليكون أباً قاتلاً فهو لا يكتفي بالاعتداء على أطفاله وضربهم والتنكيل بهم بل قد يصل إلى حد قتلهم ،والبعض يعتقد أن أسلوب القسوة والشدة هو أحد أساليب التربية فتجده قد قام بإعداد أدوات مختلفة للضرب في المنزل بل قد تجده قام بتجهيز غرفة يتم فيها حبس الأطفال بعد ضربهم. الأطفال الذين هم زهرة هذه الحياة، وهم الحلم الذي يتمناه كثيراً من الآباء والأمهات، وهم قرة الأعين التي لا يملك الإنسان إلا أن يبتسم لهم كلما رآهم نجد البعض يسومونهم سوء العذاب وأنا هنا لا أتحدث فقط عن أطفال تجاوزوا ال 3 سنوات وأصبح بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم في بعض الأمور كالمشي والجلوس والكلام لكنني أتحدث أيضاً عن أطفال أبرياء أعمارهم لا تتعدى بضعة أشهر ولازالوا رضعاً ومع ذلك يتم تعنيفهم وضربهم وتعذيبهم بالرغم من أنهم لا يفهمون شيئاً وليس لهم لغة يعبِّرون بها إلا لغة الصراخ. بالأمس انتشر مقطع فيديو لأحد الذين يطلق عليهم وصف ( آباء ) أو وصف ( رجل ) وهو يعتدي بالضرب المبرح في مكان عام على طفل لم يتجاوز العام ، وقد ظهر في المقطع هذا الوحش برفقة امرأة ومعهما عربة يجلس فيه الطفل الصغير والذي يبدو أنه ابنهما وفجأة قام الرجل بضربه فسقط من العربة ثم ألقى العربة عليه وبعدها قام بالتقاطه مرة أخرى ، وقد لقي ذلك المقطع استياء كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعية كما قالت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أنها تقوم بمتابعة الحالة . جزء رئيسي من تأهيل الشباب والشابات للزواج يجب أن يتضمن قدرة هؤلاء على أن يكونوا آباء صالحين لا وحوشاً مفترسين، فإن كان هذا المشهد يتم في مكان عام فماذا يحدث في المنزل لهؤلاء الرضع؟ وأنا هنا لا أتحدث عن شغالات أو عاملات المنزل ممن يقمن بالعنف ضد الأطفال أحياناً، بل أتحدث عمن يطلق عليهم آباء وأمهات يفترض أن يكونوا رحماء بأطفالهم حريصين على سلامتهم وراحتهم. المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية أشار في لقاء له بأن هناك 6 حالات وفيات أطفال في العامين الأخيرين بسبب تعنيف الآباء وبالرغم من وجود أمر سامٍ لمعاقبة من يقوم بالتعنيف فإن على الجهات المختصة أن تعمل على وضع كافة الاحتياطات اللازمة لتخفيض أعداد حالات العنف الأسري بشكل عام وضد الأطفال بشكل خاص وذلك سنوياً .