نوه عدد من كبار علماء العالم الإسلامي المشاركين في ندوة الحج الكبرى، التي نظمتها وزارة الحج والعمرة، بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لنشر الإسلام وقيمه السمحاء، عبر ما تقدمه من تسهيلات وخدمات لضيوف الرحمن لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، وتكريسها لمبدأ السلام في رحلة الحجاج الإيمانية نحو الأماكن المقدسة. والتقت وكالة الأنباء السعودية بعدد من ضيوف الندوة، الذين أثنوا على جهود الوزارة التنظيمية للندوة، واختيارها عنوان الندوة هذا العام (الحج منبر السلام .. من بلد الله الحرام)، حيث أكد مدير المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية بجامعة نور ماندي بفرنسا الدكتور يوسف أنور أن مشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم الإسلامي، وفي مختلف التخصصات العلمية والفكرية يدل دلالة قاطعة على أهمية هذه الندوة وتأثيرها على المستوى العلمي والثقافي والتوعوي لضيوف الرحمن . وتناول جهود الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وابناؤه الملوك من بعده في إرساء قواعد السلام ونشره من خلال تنفيذ توسعة الحرمين الشريفين التي نفذت من خلالها المملكة عبر تاريخها توسعات عملاقة كان لها الأثر العظيم في التيسير على أبناء الأمة الإسلامية في أداء المناسك، لافتا النظر إلى ماتم من توسعة للمسعى ورفع طاقته الاستيعابية إضافة إلى منشأة الجمرات الضخمة . بدوره أوضح رئيس جامعة فطاني بتايلند الدكتور إسماعيل لطفي أن الندوة لهذا العام يهدف فيها العلماء والمفكرين إلى تعريف السلام وشموليته، وحكمه، وأدلته والآثار الحضارية في تحقيقه ونشره، ذلك أن الأمة الإسلامية أمة عادلة ووسطية وأن عدلها هو أساس السلام . وشدد على أهمية أخذ العبرة والعظة من خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع التي هي من ضمن محاور الندوة والدروس المستفادة منها لتحقيق السلام والدعوة إليه فقد كانت خطبته صلى الله عليه وسلم نصيحة عامة حضرها الألوف ممن حج مع النبي عليه الصلاة والسلام، وسمعت بها الأمة بأسرها، فأمتنا الإسلامية لها شخصيتها وهويتها التي تختلف عن بقية الأمم من خلال تداعيها إلى كل خير ومحبة وسلام، مشيدا في هذا الشأن بريادة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقال: " لا ينكر هذه الجهود إلا جاحد ومكابر وما التوسعات العملاقة للمسجد الحرام وساحاته ومنشأة الجمرات ووسائل النقل الحديثة كالقطارت وغيرها والمسارات المنتظمة للطرق إلا خير شاهد على اهتمام المملكة وقيادتها بأبناء الأمة الإسلامية وتوفير كل أسباب الراحة والتيسير لهم". بدوره قال رئيس قسم الدعوة ونظم الاتصال بجامعة الجزيرة بالسودان الدكتور عبدالمنعم خليفة بلال "إن المشروعات الضخمة التي تم تنفيذها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وجهود المملكة في الرعاية والعناية في حجاج بيت الله الحرام يعكس مدى الاهتمام بالأمة الإسلامية في مشارق الارض ومغاربها من خلال إرساء قواعد السلام ونشره في أقطار الأرض". وأكد أهمية الإعلام بشكل عام في نشر ثقافة الحج وخدمته وخاصة تطبيقات الإعلام الرقمي ذلك أن دور الإعلام الرقمي في نشر ثقافة السلام وإرساء قيمه وتعزيزه يعد من المحاور التي سيتم العمل عليها بمشيئة الله لما لها من أثر في إظهار الجهود التي تبذلها المؤسسات والجهات ذات العلاقة بالحج في نشر المضامين الفقهية للحج بمختلف اللغات، وتطبيق أدوات الإعلام الرقمي في توعية الحجاج القائمة على المرتكزات الإسلامية، التي تتحقق من خلالها أهداف الحج في ظل التحول الكبير للجمهور من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الحديث ومنه الإعلام الرقمي . ونوه بالمنجزات والتوسعات التي تشهدها مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وقال : إن دور المملكة في العناية والاهتمام بضيوف الرحمن وحماية رسالة الحج السامية التي منها تشع فكرة السلام ، وخطاب الاعتدال ، والتكاتف والتعاون بين أبناء الأمة، واصفًا التوسعات في المسجد الحرام بالجبارة والمتميزة التي يعجز اللسان عن وصفها، سائلا الله تعالى أن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله وأن يزيدهما عزًّا ورفعة في الدنيا والآخرة. وأشاد رئيس قسم التاريخ بجامعة قونيا بتركيا الدكتور سيد باغجوان بمحاور الندوة منها الحج منبر السلام تعلما ًوتعليماً، والثراء الفقهي في أحكام الحج، وأثره في تحقيق السلام ، وأخلاقيات السلام في أحكام المناسك، وسلامة القلوب في الحج، والسلام في الحج للإنسان والحيوان والنبات والبيئة والصحة، موضحا أن ذلك كله يصب في بوتقة واحدة وهو أن الحج رسالة سلام في بداية رحلة الحج الإيمانية وفي منتصف طريقها وفي نهايته. وعدت مهندسة الابحاث الطبية ومساعدة مدير المعهد الوطني بفرنسا الدكتورة لبنة بوكزار أهداف ندوة الحج التي منها تعزيز التلاحم بين علماء ومفكري الأمة الإسلامية أهداف عظيمة ونبيلة تهدف من خلالها المملكة إلى توحيد الصف وجمع أبناء الأمة الإسلامية من قيادات وعلماء ومفكرين وشعوب على كلمة سواء. وسأل الله تعالى أن يجزي خادم الجرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خير الجزاء وأن يجعل مايبذله لضيوف الرحمن في موازين أعماله، معبراً عن اعتزازه بدور المملكة في جمع كلمة أبناء الأمة الإسلامية وعلماؤها ومفكريها، لافتا النظر إلى أن هذه الندوة أصبحت منذ نشأتها منبر من منابر الاعتدال والتكاتف بين أبناء الأمة الإسلامية. وأبان أن موسم الحج يحمل رسالة السلام وهو من العلامات البارزة في اتحاد أبناء العالم الإسلامي، مؤكداً أن تجمع المسلمين في الحج يرد بقوة على كل دعوة لتفريق الأمة بل إنه رسالة سلام من البلد الحرام للعالم أجمع، مضيفا أن الحج يحمل رسائل عظيمة عبر عنها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والأمة الإسلامية عبر تاريخها منذ بزوغ فجر الإسلام وفي مقدمتها السلام والخير للعالم أجمع.