أكد مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة، منصوربن سعيد بالبيد، أنه تم تجنيد جميع الإمكانات، والطاقات، البشرية، والآلية، لتوفير الغذاء الآمن، والإصحاح البيئي؛ بما يضمن سلامة ضيوف الرحمن، وراحتهم، خلال موسم الحج، كاشفا عن تكليف أكثر من 130 متخصصا لمراقبة سلامة الغذاء، والإصحاح البيئي، على مدار الساعة في ميدان الحج. وخلال حوار له مع «المدينة»، ألقى «بالبيد» الضوء على المشكلات التي تواجه مراقبي البيئة، ومنها: تعرضهم للاعتداءات، وتعاطف بعض المواطنين، مع المخالفين؛ بما يؤدي لإخفاء تجاوزاتهم، بالإضافة ظاهرة البيع العشوائي المنتشرة، والمتكررة، وبخاصة عن مساكن الحجاج. وأشار إلى أن مواجهة هذه الظاهرة، من الأمور التي تحمل صعوبات خاصة، لأن البائع، والمستفيد، كلاهما من الحجاج، الذين يقدم بعضهم على بيع وجبات غذائية، مناسبة لبني أوطانهم. وشدد على أن لجان الأمانة، والدفاع المدني والصحة، تعمل بقوة؛ لمنع الطبخ العشوائي، رغم أنه لا يوجد حتى الآن شكاوى عن أي تلوثات أو تسمم بسبب هذه الأطعمة، مشيرا إلى وجود فريق مسح تتابع مع الجهات المعنية، مواقع بيع أنابيب الغاز، والمواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي داخل الأحياء الشعبية. وحول أزمة البيع العشوائي في قوز النكاسة، وحوش بكر، وجبل الشراشف، أكد «بالبيد»، السيطرة على كل هذه المخالفات، والاستعداد التام، لمواجهة ما يتكرر منها، وإلى الحوار. ما أبرز استعداتكم لموسم حج هذا العام؟ نعمل على مدار العام، لتأمين صحة وسلامة المواد الغذائية والتموينية، والتأكد من التزام جميع من يمارسون الأنشطة وتتوافر بهم الاشتراطات الصحية، ولا يوجد خلل في أي موقع، أما في خصوص الحج فقد وضعنا، منذ وقت مبكر، خطة محكمة، وتم اعتمادها من أمين العاصمة المقدسة ووكيل الأمين للخدمات، وهناك حملات على كل الموقع له علاقة بالصحة العامة، وليس بالمنطقة المركزية للمسجد الحرام، والمشاعرالمقدسة فقط، لكننا بالطبع نضع مزيدا من التركيز للأماكن التي يوجد بها الحجاج، وتشاركنا هذا العام هيئة الغذاء والدواء، وعدد من الجهات، التي لها علاقة بالإصحاح البيئي، كما تم تخصيص أكثرمن 130 موظفا ومراقب صحيا وفنيا يعملون في الإدارة العامة لصحة البيئة بالعاصمة المقدسة على مدار العام، لضمان سلامة الغذاء، والإصحاح البيئي خلال الحج، وكذلك على مدار العام. خلال جولة ميدانية ل»المدينة» بالمنطقة المركزية لاحظنا قصورا في مستوى النظافة فهل من خطة لمواجهة ذلك خلال الحج؟ هناك رقابة مشددة من البلديات الفرعية، وجهود كبيرة تبذل في هذا الشأن لكن لا يمكن القضاء على 100 % من المخالفات، لكننا نسعى للوصول لتلك الحالة المثالية، عبر توجيه الإنذارات لأصحاب المحلات المخالفة، وتطبيق الغرامات، والعقوبات الرادعة بحق غير الملتزمين. هل تم تحديد طريقة إيصال الوجبات للمستهلكين من الحجاج وغيرهم في المخيمات والسكن؟ لابد أن يكون مكان استلام المواد الغذائية الأولية يتوفر به منضدة مناسبة لفحص وفرز واستلام المواد الغذائية ومعرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، ويمكن أن يلحق هذا المكان بغرفة التحضير أو المستودع ومكان التحضير والتجهيز ويتصل بالمطبخ عن طريق باب مروحي وصالة الطعام ويجب أن تكون مساحتها مفتوحة وليست مقسمة إلى غرف مستقلة كاملة الجدران لها أبواب، ويمكن في المطاعم العامة عمل حواجز قصيرة بارتفاع لا يزيد عن 1.5 متر، كما يمكن استخدام الجلسة العربية بها ومكان غسل الأواني ويفضل استخدام الغسالات الكهربائية للأواني ويمكن أن يلحق هذا المكان بغرفة التحضير أو التجهيز. هل ضبطتم خلال جولاتكم بسوق التمور هذا العام أي أنواع غير صالحة؟ الحقيقة أننا تابعنا ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تسرب تمور ملوثة بالمبيدات الحشرية إلى بعض الأسوق، وشنت فرقنا الرقابية حملات مفاجئة، ومكثفة لأخذ عينات عشوائية من التمور، كإجراء وقائي، وننتظر النتائج، لكن لم تردنا أي شكاوى واقعية في هذا الشأن. ظاهرة البيع العشوائي عند مساكن الحجاج تتكرر في كل عام وفرق الرقابة تغض الطرف عنها فهل هذا صحيح؟ ليس صحيحا، فهناك لجنة شكلت لهذا الغرض تضم الأمانة والدفاع المدني والصحة لمنع الطبخ العشوائي، وهم يحاولون القضاء على الطبخ العشوائي، لكن هذه الأطعمة لا يشتريها إلا الجاليات والحجاج من نفس الدولة ولا يوجد أي شكوى عن تلوث من هؤلاء، كما أكدنا سلفا. هل انتهت فترة تصحيح أوضاع المطابخ والمطاعم؟ نعمل دائما على مراقبة الغذاء من مصادر إنتاجه، وخلال مراحل تصنيعه وتجهيزه، وانتهاء بتقديمه للمستهلك؛ لذلك فإن من الأهمية بمكان الحفاظ على سلامة الغذاء ووضع الأنظمة والتعليمات الصحية التي تحميه من التلوث والفساد، وهو ما نحاول تحقيقه من خلال وضع لائحة الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في المطاعم والمطابخ والمقاصف، وما في حكمها، التي تتضمن الشروط والمعايير الصحية الأساسية الواجب مراعاتها في محلات، وأماكن تناول الأغذية؛ بهدف تقديم أطعمة صحية وصالحة للاستهلاك الآدمي، إلى جانب الوقاية من الأمراض التي تسببها الأغذية والحد من حدوث حالات التسمم الغذائي والحفاظ على الصحة العامة، ومن أهم ما نسعى للتوصل إليه ضمان تطبيق الاشتراطات الصحية الواجب توافرها في مباني هذه المحلات، وتجهيزاتها بما يكفل سلامتها ومناسبة تصميمها. وبالنسبة لحملة تصحيح أوضاع المطاعم والمطابخ فهي مستمرة ولا ترتبط بزمن محدد، ونحن مستمرون في تطبيق اشتراطات السلامة حتى لو التزم الجميع بها لابد أن نتابع ونقوم بدورنا على أكمل وجه. تنتشر ظاهرة بيع أنابيب الغاز وسط الأحياء العشوائية الضيقة فما دوركم في منع هذا الخطر؟ هناك فريق مسح يتابع هذه المواقع وبعد تحديد المكان يتم التنسيق مع الجهات المعنية وضبط الموقع ومصادرة أنابيب الغاز والمواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وهناك زيادة في عدد المراقبين خلال موسم الحج لمنع أي مخالفات داخل الأحياء الشعبية. متي تنتهي مشكلة بيع المواد الغذائية المنتهية في قوز النكاسة وحوش بكر وجبل الشراشف؟ أصبحنا الآن مسيطرون على هذه المشكلة، ونعمل على منع الذبح العشوائي للجمال والأبقار المريضة في الأحياء العشوائية بشكل عام، ومستعدون لتكرار المواجهة، كلما عاد العشوائيون لأنشطتهم، لكننا نواجه مشكلة أننا أحيانا عند ضبط المخالفين نجد من يتعاطف منهم من المواطنين، ويتدخلون لمنع مصادرة المواد، وفي بعض الأحيان يتعرض المراقبون للضرب والاعتداء من قبل المخالفين، ولذلك نتمنى أن يكون المواطن سندا وعونا لنا في تطبيق الأنظمة بصرامة.