تصدر حزب ايمانويل ماكرون الوسطي بفارق كبير عن منافسيه الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية مساء أمس، الأمر الذي سيتيح له على الأرجح الحصول على أكثرية ساحقة في الجمعية الوطنية خلال الدورة الثانية الأحد المقبل. وتفيد التقديرات الأولية التي نشرتها مؤسسات استطلاع الرأي، بعد إقفال مكاتب الاقتراع، أن حزب «الجمهورية إلى الأمام» مع حلفائه الوسطيين سيحصلون الأحد المقبل على ما بين 390 و445 مقعدا من أصل عدد النواب الإجمالي 577 أي أكثر بكثير من الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا. وتعتبر هذه النتائج ممتازة لهذا الحزب الجديد الذي لم يكن موجودا قبل نحو عام، في حين تسجل الأحزاب التقليدية اليمينية واليسارية تراجعا تاريخيا، مع أنها تقاسمت السلطة في فرنسا طيلة 60 عاما. وأعطت التقديرات حزب الجمهوريين اليميني ما بين 80 و132 مقعدا، في حين أعطت الحزب الاشتراكي ما بين 15 و40 مقعدا، وهي نتيجة كارثية مقابل غالبية مطلقة مريحة كان الحزب يتمتع بها في عهد الرئيس السابق فرنسوا هونلاد. خيبة أمل لليمين التطرف وأقر الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي جان-كريستوف كامباديليس بأن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد ومني فيها حزبه بهزيمة مدوية سجلت «تراجعا غير مسبوق لليسار عموما وللحزب الاشتراكي خصوصا». كما تلقى حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف صفعة مع حصوله على ما بين 13 و14%فقط من أصوات الناخبين، مع أن رئيسته مارين لوبن كانت انتقلت بسهولة قبل نحو شهر إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وتتوقع التقديرات حصول حزب لوبن على ما بين مقعد واحد وعشرة مقاعد في الجمعية الوطنية المقبلة. أما اليسار الراديكالي الممثل بجان لوك ميلانشون زعيم حركة «فرنسا المتمردة فسيحصل على ما بين 10 و23 مقعدا مع الشيوعيين. رغبة في التجيد وتؤكد هذه النتائج رغبة الفرنسيين بحركة تغيير سياسية كاملة في البلاد، فهم أطاحوا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بزعماء أحزاب تقليدية عريقة وانتخبوا شابا في التاسعة والثلاثين من العمر كان لا يزال مجهولا تماما حتى قبل سنوات قليلة، رئيسا للبلاد. وتأكيدا على رغبته بكسر التركيبة السياسية السابقة شكل ماكرون حكومته من شخصيات يمينية ويسارية ومن المجتمع المدني. ومن بين مرشحي حزب الجمهورية إلى الأمام ال530 نصفهم تقريبا لم ينتخبوا بأي موقع، واختصاصاتهم متنوعة تماما. «ربما أصبنا بخيبة أمل في النتيجة وقد دفعنا على ما اعتقد ثمن الامتناع عن التصويت.. ندعو إلى «التعبئة العامة» من أجل الدورة الثانية». فلوريان فيليبو نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية «ادعو الناخبين الوطنيين إلى المشاركة بكثافة في الدورة الثانية، فالتداعيات ستكون كارثية إذا ما تكررت نسبة المشاركة المتدنية التي سجلت في الدورة الأولى». مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية