تعتبر الحرار صخورا بركانية منصهرة، حيث تنفجر بعض الحرار بين فترة وأخرى مثل الدخان الذي تصاعد منذ أكثر من عشر سنوات بحرة الشاقة بالعيص، ولكن ذلك الانفجار لم يحدث عدا الدخان، أما المادة الأساسية لافا (Lava) فلم تخرج، وتكثر الحرار في الناحية الغربية من الوطن، وهي كثيرة وكل واحد مضافة إلى اسم آخر مثل حرة الحرة بالجوف، حرة رهاط، حرة خيبر، ولكن أغلب تشكيلات الحرار يطلق عليها حرة عويرض التي تقع شمال غرب محافظة العلا، بل إنها جزء منها، ومصدر الغرابة في حرة عويرض أن جزءها الشرقي عبارة عن جبل يرتفع في حدود (1200م) عن سطح البحر، ولا يستطيع أحد صعود الجبل إلى الحرة، لذلك نحت درج خلال هذا الجبل حتى قمته ( ويسمى جبل أم درج) ثم تبدأ الحرة غربًا بطول 140 كيلومترا وبعرض 40 كيلومترا، وقد نتجت هذه الحرة من البركان التي تكونت في الزمنين الثالث والرابع الجيولوجي، وهي عبارة عن هضبة بركانية توفر فرصة مشاهدة كامل مدينة العلا وآثارها لكل من يعتليها، وقد تآكلت بفعل التعرية، ولم يبق منها إلا جزء قليل على ظهور الجبال، وهي تتفرع على هيئة ألسن وأذرع كثيرة جدًا بين الشعاب والأودية، ولها فوهات بركانية جبلية على خط مستقيم على طول الحرة، وتشتهر بوجود بعض الفوهات البركانية المنخفضة، ومنها فوهة الهوية التي يبلغ قطرها نحو 1500م بعمق 60م، وتقع إلى الشمال الشرقي من بلدة (أبو أراكة) بمسافة 25كم تقريبًا، وفوهة المجينينة التي يبلغ قطرها نحو 1500م بعمق 45م تقريبًا وهي تقع في أعالي وادي حاكة إلى الجنوب الغربي من قلعة المعظم الأثرية، كما توجد فوهة يبلغ قطرها حوالي 1000م بعمق 80م تقريبًا تقع إلى الجنوب من وادي أبو خشارم وإلى الشمال من جبل الجملود، وتوجد بعض الحرات التي تعد امتدادًا لحرة عويرض هي: أ- حرة الرحا: حرة على قمم الجبال، يبلغ طولها 130كم، وأقصى عرض لها يبلغ 10كم، وفي بعض الأماكن لا توجد إلا كشريط ضيق فوق قمم الجبال لا يتعدى عرضه كيلومترا واحدًا تقريبًا، وتمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، وهي امتداد شمالي لحرة عويرض تمتد باتجاه الشمال الغربي، وهي مجرد طفح بركاني إذ لا يوجد بها فوهات بركانية، وتسمى في أقصى طرفها الجنوبي الشرقي حرة نقيع. ب- حرة الزبن: حرة صغيرة تقع بين وادي الحمض ووادي الجزل، وتقع إلى الغرب من قرية كتيفة مصادر الواقعة في أسفل وادي العلا، يبلغ طولها نحو 55كم، وأقصى عرض لها نحو 15 كم، وهي طبقة بركانية فوق قمم الجبال،وهي متكونة من طفح أو رماد بركاني إذ لا يوجد أثر لفوهات البراكين، وهي امتداد جنوبي لحرة عويرض تمتد باتجاه الجنوب الغربي. ونظرًا لتكوينها الملفت للنظر وكذا تميزها ببرودة الهواء ونقائه، فإن حرة عويرض تعدّ من أهم المواقع السياحية التي يزورها السيّاح والأهالي، ويحرصون على التقاط صور للمناظر الخلابة والتشكيلات الطبيعية الرائعة لمنطقة العلا من ارتفاع شاهق.