الجميعُ يعلمُ أنَّ فرع الوزارة يعملُ تحت إشراف الوزارة الأم، وهنا يحقُّ لنا أنْ نسألَ الوزارةَ: هل تعلم عن فرعها بالباحة، وأنه لا يوجد لديهم مشتلٌ لتنمية الإنتاج الزراعي، ولا مركز أبحاث يستمد منه الأهالي التطوير لمزارعهم، حتَّى كوادر المهندسين بفرع الوزارة لا تلحظ عليهم أيَّ جهد ملموس لتنمية الواقع، مع قلَّة في الندوات، وورش العمل، والتَّواصل الفعَّال مع المجتمع عن دور البيئة، والزراعة، خاصَّة مع التعليم العام والجامعات؟ إذا كان لا يوجد لديهم صيانة مقر العمل، فكيف تتمُّ صيانة الزراعة للمواطن؟ وباب النجار مخلوع!! ماذا قدَّمت «الزراعة» للمنطقة، خلال الفترات الزمنيَّة السابقة؟ هل تمَّت المحافظة على موارد المياه فيها، أم أنَّ الأمطار تأتي وتذهب بدون أيّ استغلال؟ وهل حافظت وزارتنا الموقَّرة على شجر العرعر، الذي يموت سنويًّا بدون اهتمام من فرع الوزارة، ولا مراقبة، أو بحوث عن الأسباب التي أدَّت إلى موته؟ هنا أذكرُ أنَّ أحد الهاشتاقات في موقع التَّواصل «تويتر» كان تحت عنوان «موت شجر العرعر»، فما كان من وزارة البيئة والمياه والزراعة إلاَّ أن فتحت ورشة عمل عن هذه الشجرة، في مدينة الرياض، والموت كان في الباحة، وهذا كالذي لديه مريض بالبيت، والدكتور في العاصمة يدرس الحالة، والنتيجة مات المريض والدراسة على الورق! الكثير ينقص الزراعة في منطقة الباحة، وخاصة دعم صغار المزارعين، والتَّواصل الدائم معهم، وتشجيع المواطن على العودة للزراعة والاستثمار بها؛ حتَّى تعود المنطقة إلى الإنتاج الزراعي الكافي. وممَّا يُلاحظ على فرع الوزارة، ضعف الرقابة للمزارع، واكتساح العمالة الأجنبيَّة للزراعة، وإعدامهم الخضراوات بمبيدات حشريَّة «مثل الكبريتات العضويَّة، ومادة اليوريا، وغيرها» والمذيبات، ومعزِّزات للفعاليَّة، والمواد الخاملة، ناهيك عن زراعتهم نباتات ممنوعة؛ لما فيها من أضرار واستنزاف للمياه، مثل نبات اللوتي البنغالي الجنسيَّة. ولا ننسى أنَّه لابدَّ على الوزارة أن تكثِّف من الزيارات الميدانيَّة المفاجئة، وعمليَّات الإرشاد الزراعي، وتفعيل توصيات الورش والندوات المتخصِّصة في ما ينفع الأهالي في زراعتهم، وعمل قاعدة بيانات للمزارعين، وحصر الأنواع الزراعيَّة، ومعالجة أسباب انقراض الأشجار مثل: اللوز، والعرعر، وأشجار الرقع، والبان، والزيتون البري، والطلح، وأشجار البن، والموز في قطاع تهامة.