برنامج (يا هلا) الذي يقدمه الإعلامي خالد العقيلي على قناة (روتانا خليجية)، تضمنت إحدى فقراته الأسبوع الماضي لقاء على الهواء مع الأستاذ محمد المتحمي بصفته محافظاً لمحافظة محايل عسير التابعة لإمارة منطقة عسير. ومن ثنايا الحوار، نستخلص أشياء كثيرة، من أكثرها شمولية بالنسبة لي مفهوم الإدارة القديمة! . سعادة المحافظ كان (مستاء) جداً من الشاب الذي بلّغ عن الحالة المضحكة المبكية (عمارة تحت الإنشاء تخترقها أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي) لأن الشاب لم يتقدم بالشكوى لسعادته أولاً، ولم يطلعه على الوضع كاملاً، بل تسرّع وبالفيديو صوّر، ثم عبس وبسر، ثم أرسل ونشر. طبعا لا يرى سعادة المحافظ أي تقصير من جميع الإدارات والجهات الحكومية، التي يباهي بأنه الحاكم الإداري المشرف عليها! عجب عجاب يا سعادة المحافظ، لا موظفو البلدية رأوا، ولا موظفو وفنيو شركة الكهرباء رأوا، ولا موظفو المحافظة رأوا، ولا شرطة رأوا، ولا مرور رأوا!! محال طبعاً أن كل هؤلاء (ربما كانوا بالعشرات أو بالمئات) قد أصابهم أو يصيبهم عمى مؤقت كلما مرّوا على المخطط الحديث في المحافظة الجميلة! في نظري ثمة احتمال أحسبه أقرب إلى الحقيقة وهو هيمنة وانتشار مبدأ (مالي شغل)، وهي ممارسة متبعة في كثير من أرجاء الوطن للأسف. أما الأعجب من هذا كله، فتأكيد سعادة المحافظ أن (المشكلة) قد حُلّت، ومسار الأسلاك قد صُحّح خلال ساعة واحدة فقط، مع أن المالك يطالب بحل منذ 4 سنوات مضت. وكي أختم بدموع ذارفة، أذكّر بما جاء على لسان المحافظ حين قال إن للأرض صكين، ناسخ ومنسوخ، الأول المنسوخ لشركة الكهرباء، وأما الناسخ فهو للمالك الحالي، ولذا يتوجب عليه دفع مبلغ 30 ألف ريال لتصحيح المشكلة الذي لم يستغرق سوى (ساعة) واحدة!. في الختام نشكر سمو الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير الذي وجَّه بعدم التحقيق مع مصور المقطع وإفهامه أن ما قام به يُشكر عليه ولكن الطريقة التي تم بها نشر المقطع قبل إشعار الأمارة فيها إثارة .