السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يعرف الكثيرون أن أسباب ظهور مرض حمى الوادي المتصدع وأسباب انتشاره ليست من اختصاص وزارة الصحة ولا علاقة لهذه الوزارة بها، فدخول المواشي المريضة والمراقبة الصحية على المواشي ليس من اختصاص وزارة الصحة، ووجود المستنقعات والقيام بردمها ليس من اختصاص وزارة الصحة، ومكافحة تكاثر البعوض ليس من اختصاص وزارة الصحة، أي أن المشكلة وأسبابها ليس من اختصاص هذه الوزارة، وهذا ما لا يعرفه الكثيرون من البسطاء. ومع هذا فإن وزارة الصحة ظلت الوزارة الأكثر حضوراً والأكثر تفاعلا مع المشكلة، وتواجد كبار مسؤوليها بما فيهم المسؤول الأول (وزير الصحة) في موقع الحدث ومنذ الوهلة الأولى، وأجريت الاتصالات بمراكز التشخيص العالمية في وقت قياسي, وجيشت امكانياتهاواستنفرت كوادرها، ودعمت مختبراتها، ولو لا مشيئة الله سبحانه وتعالى أولا وأخيراً ثم اهتمام القيادة الرشيدة، والتفاعل الكبير والسريع من قبل وزارة الصحة لحدثت بالفعل كارثة صحية ولتضاعف أعداد الموتى والمصابين إلى أكثر بكثير مما حدث فعلاً. ولقد قدم الأطباء السعوديون جهوداً وتضحيات كبيرة تستحق الإشادة والتقدير. ولكن المؤسف ورغم كل ذلك لم يختر بعض الكتاب الصحفيين سوى هذه الوزارة لكيل النقد الصحفي السلبي عليها، بدلاً من أن يسهموا معها في مواجهة المشكلة ويشاركوا في التوعية بالمرض وأعراضه وأسبابه. ولقد أجري حوار تلفزيوني ناجح استغرق ساعة مع وزير الصحة حول المرض وعقد مؤتمر صحفي للفريق الطبي الذي شكل لهذا المرض ونشرت الوزارة في الصحف تقارير وحوارات حول المرض. وإنني في الوقت نفسه الذي أشيد بدور وزارة الصحة ووزيرها أتساءل أين دور وزارة الزراعة والمياه وهي المسؤولة عن دخول المواشي المريضة والمراقبة الصحية عليها؟ وأين دور وزارة البلديات وهي المسؤولة عن مكافحة البعوض وهو الناقل للمرض، والمسؤولة عن إزالة النفايات والحيوانات النافقة، وردم المستنقعات وازالة النفايات. لماذا لم نسمع منهم ولم نجد لهم دوراً واضحاً في هذا الأمر. إبراهيم بن محمد صفحي من أبناء جازان طالب في برنامج الماجستير بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز.
