كيف هي علاقة الصحفيين والإعلاميين والكتاب بمناطق ومحافظات المملكة؟ ** هل يزورونها.. وهل يقفون على ما يدور فيها عن قرب؟ ** مملكتنا الغالية.. أشبه بالقارة الكبرى.. وزيارة أرجائها.. تحتاج إلى سنوات حتى تطوف بغالب مدن وقرى المملكة. ** هناك محافظات ومناطق تتمنى دوماً زيارتها وتتطلع إلى تنفيذ ذلك سنين ولكن لا تسنح الفرصة إلا متأخرة.. وبالذات عندما تكون بعيدة عن مكان إقامتك. ** وادي الدواسر.. واحدة من أبرز وأكبر محافظات المملكة وأكثرها سكاناً.. وواحدة من أشهر مناطق المملكة بتاريخها وإنتاجها الزراعي. ** من منا.. لا يعرف وادي الدواسر؟ ** ومن منا لم يقرأ أو يسمع عن تاريخ المحافظة العريقة؟ ** علاقتي بهذه المحافظة الغالية.. علاقة المحب ولكن عن بعد.. فلم تتهيأ فرصة زيارتها عن قرب.. إلا قبل أيام قليلة بدعوة من الأخ العزيز والصديق الشيخ عبد الله فهاد الفصام الدوسري.. وقد كانت علاقتي بهذه المحافظة في السابق.. مجرد المرور، مع تطلع بأن أطوف بها وأشاهد كل مدنها وقراها، ولكن ذلك لم يتيسر إلا في هذه الزيارة التي استمرت أكثر من ست ساعات.. وقفت فيها على الكثير من معالم هذه المحافظة ومزارعها.. زيارة كلها جولة. ** هذه المحافظة.. سلة الخبز. وسلة الغذاء.. وهي منطقة زراعية متكاملة. ** هذه المحافظة التي اشتهرت بتاريخها العريق وبشجاعة وشهامة أهلها ورجالها.. هي فوق ذلك منطقة زراعية تنتشر فيها المزارع الضخمة.. تنتج كميات مهولة من التمور لا يمكن تصور حجمها.. ولا تصور حجم ما تمد به احتياجات السوق من التمور. ** وهكذا الخضار.. فالمزارع تمتد في كل اتجاه في مشاهد تثلج الصدر وتبعث على السعادة.. والمواطنون هناك.. مزارعون ويعشقون الزراعة. ** وغير التمور والخضار.. هناك إنتاج البطاطس الذي يشهد طلباً متزايداً.. ومزارع الوادي تمد الأسواق بكل احتياجاتها من التمور والخضار والبطاطس والحبحب ويصدر الكثير منه للخارج.. حيث إن جودة هذا المنتج.. تجعل الطلب عليه متزايداً، حيث إن المنتج الزراعي للمنطقة له الأولوية في الشراء داخل الأسواق. ** وكان من الأشياء التي كنت أنوي أن أزورها منذ سنين (الفَرْعَة دْيار الوداعين) وهذه لها قصة أخرى.. حيث وجدت هناك.. الكرم حيث هو الكرم.. والأصالة.. عند ما تكون الأصالة.. هناك الرجال والشهامة والمروءة. وهناك تاريخ الوطن. ** في وادي الدواسر.. وجدت كرماً يصعب وصفه.. ووجدت محافظة مكتظة بالسكان.. يوجد بها مشروعات وتنمية جيدة.. لكنها تحتاج إلى المزيد من المشروعات الجديدة.. ولعلي اكتب عن الاحتياجات في زاوية قادمة.. ** ومحافظة وادي الدواسر.. تتبختر على مساحة واسعة ممتدة في كل اتجاه.. فهذه مزارع.. وهذه أراض بيضاء.. وهذه أودية.. وهذه مناطق جبلية.. وهذه مساحات رملية.. وهذه مزارع نخيل تشبه الغابات.. ثم إن الهجر والقرى تمتد وتتقارب هي الأخرى.. ويبدو أنها في أمس الحاجة إلى المزيد من الخدمات المختلفة التي تستجيب لاحتياجات ذلك الحشد الكبير من السكان. ** وتاريخ هذه المنطقة.. تاريخ عريق.. بعضه مدون كما عرفت وبعضه ما زال في صدور الرجال.. وقد يختفي مع الرجال. ** ومحافظة بحجم محافظة وادي الدواسر.. لا يمكن الإحاطة بكل ما فيها أو حتى على الأقل.. أكثر ما فيها في جولة سريعة تمتد لساعات قليلة. ** هذه المنطقة الكبيرة المتباعدة.. تحتاج إلى أيام.. وتحتاج إلى أكثر من وقفة.. ** إنني لا أخفي أنني فوق إعجابي بما شاهدته في هذه المنطقة العزيزة الغالية جداً على نفسي.. فإنني أيضاً.. أؤكد أنني فوجئت بأشياء لم تكن في مخيلتي.. وإن كنت أعرف شيئاً منها سابقاً عن المحافظة ولكن (ليس من رأى كمن سمع) كما يقول المثل. ** ولعل أبرز ما شاهدته هناك.. الشواهد التاريخية والآثار التي تتحدث عن نفسها وتنقل لنا تاريخاً عريقاً طويلاً. ** هذه الشواهد.. وهذه الآثار.. وهذه المعالم.. جزء آخر من وجه هذه المنطقة التي تمتاز بأن كل شيء فيها جميل ورائع. ** ما أحوجنا إلى أن نقف على كل منطقة وكل محافظة في وطننا الغالي.. ** ما أحوجنا إلى التواصل مع هذه المناطق المليئة بالتاريخ والآثار والشواهد القديمة التي تعكس لنا تاريخ وطننا. ** إنني في هذه العجالة لا يسعني إلا أن أشكر أهالي الوادي واحداً واحداً وأقول لهم: ليس غريباً عليكم ما شاهدته.. فأنتم أهل الكرم والوفاء والشجاعة والشهامة منذ القدم وليس هذا غريباً عليكم أو جديداً منكم. ** الوفاء.. والكرم.. منبعه أنتم.