سيحاول الرئيس أوباما استغلال الشعبية التي يتمتع بها في الشرق الأوسط لتحسين العلاقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. الحديث المرتقب والذي طال انتظاره للرئيس أوباما في القاهرة اليوم الخميس سيكون أهم حدث حتى اليوم في سلسلة من الإجراءات بدأت منذ تنصيبه. لا يتوقع أن يعلن الرئيس في خطابه إجراء تغيير كبير في السياسات المتعلقة بالقضايا الشائكة مثل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. سيحاول السيد أوباما إجراء تغيير في الحوار مع أكثر من مليار مسلم في العالم، كما قال في وصف الحديث دينيس مكدونو، نائب مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض. قال السيد مكدونو: نريد العودة إلى تبادل المشاركة وإلى الحوار الذي يركز على القيم المشتركة. أهم برامج الرحلة هو الخطاب الذي سيلقيه في القاهرة، وقد وصفه المسؤولون في البيت الأبيض بأنه تواصل هام مع العالم الإسلامي. وعد السيد أوباما في عام 2007 بتقديم مثل هذا الحديث إذا تم انتخابه للرئاسة. من المتوقع أن يستعرض الرئيس تاريخه الشخصي، فله أقارب مسلمين وقد قضى جزءاً من طفولته في إندونيسيا، فضلاً عن أنه يحمل إسماً إسلامياً. اتخذ أوباما عدة خطوات وجدت ترحيباً في العالم الإسلامي، وقد وعد بإنهاء الحرب في العراق وإغلاق المعتقل العسكري في قاعدة غوانتانامو. أظهرت استطلاعات الرأي في العالم العربي أن السيد أوباما محبوب أكثر من الرئيس السابق بوش، وأن للكثيرين آمال كبيرة في رئاسته. على الرغم من ذلك ينظر للولايات المتحدة بطريقة سلبية في المنطقة، وأن تلك النظرة لم تتغير إلا بقدر ضئيل منذ أن تولى السيد أوباما الرئاسة. اتبع السيد أوباما في خطاب تنصيبه وفي رسالة فيديو موجهة للشعب الإيراني وفي حديثه أمام البرلمان التركي في أبريل لهجة تواصل. المشاعر السلبية تعود بقدر كبير إلى عدم إحراز تقدم في نشأة الدولة الفلسطينية، ويلوم الكثيرون الولاياتالمتحدة على ذلك. وعد السيد أوباما في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تنصيبه مع قناة العربية بالعودة إلى التفاوض حول عملية السلام وبانتهاج سلوك جديد تجاه الشرق الأوسط والشؤون الإسلامية. قام أوباما منذ ذلك الحين بتوجيه الدعوة إلى زعماء المنطقة لزيارة البيت الأبيض، ولكن لم يحرز إلا تقدم قليل. يأمل الكثيرون في المنطقة أن يقدم الرئيس أوباما مقترحات سياسية مفصلة ومحددة. يعتقد جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الذين يتوقعون تغيراً جذرياً في السياسة سيصابون بخيبة أمل. قال ألترمان أن السيد أوباما قد يحاول تخفيف مشاعر العداء للولايات المتحدة بالتركيز على مجالات الاتفاق والإعلان بوضوح أنه مستعد للاستماع إلى وجهات نظر مختلفة. أكد ألترمان أن هذه هي الخطوة الأولى للرئيس نحو صياغة السياسة الأمريكية على نحو يخفف من العداء تجاه الولاياتالمتحدة، فالتحول من العداء باستخدام العنف إلى عدم الاتفاق يعد انتصاراً كبيراً. يقول المحللون العرب أن الشرق الأوسط سيراقب باهتمام شديد صدور أية تعليقات من السيد أوباما عن الانتخابات البرلمانية في لبنان والتي ستجرى في الأسبوع القادم. قام كل من نائب الرئيس بايدن ووزيرة الخارجية كلينتون بزيارة بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية بغرض تعزيز مواقف الأحزاب السياسية الموالية للولايات المتحدة قبل الانتخابات.