عندما نتحدث عن الموهوبين فنحن نتحدث عن فئة من المجتمع تحتاج حقا إلى رعاية خاصة واهتمام كبير وقبل ان نقدم لها الرعاية يجب علينا اولا توعية المجتمع عن هذه الفئة التي باحتضانها وتوفير المناخ الملائم لها والاهتمام بها نحصل على علماء وأدباء يساهمون بشكل كبير في تطور بلادنا الغالية. إن الطفل الموهوب حقيقياً لا يعي ولا يعلم نقطة الموهبة عنده بل يحتاج إلى من يساعده ويكتشف هذه الموهبة ولا تتم هذه العملية بطريقة عشوائية بل يجب اتباع اسلوب منظم وطريقة خاصة لاكتشاف الموهبة وفي هذا الجانب يظهر دور الوالدين بالدرجة الاولى ويشاركهما هذا الدور المعلم حيث ان المعلم هو الاقدر على ملاحظة الطالب ومعرفة مواقع التفوق والموهبة لديه ورعايتها وتطويرها. ولكن يظل سؤال يدور في ذهن المعلم وهو : *كيف يمكن التعرف على الموهوبين,؟ وهو حق سؤال محير,, فهل يعتمد على مقاييس الذكاء؟ أو يعتمد على التحصيل الأكاديمي؟ أو على المقاييس السلوكية,,؟ وفي اعتقادي ان أفضل طريقة للكشف عن الموهبة,, هي دراسة الحالة وذلك من خلال سؤال الوالدين وجمع المعلومات من المقربين للطفل واهم شيء هو ملاحظة المعلم للطفل وإجاباته وحله للمسائل الحسابية ومن خلال ميوله وسرعة بديهته يستطيع المعلم التنبؤ بوجود الموهبة عن طريق تطبيق المقاييس المختلفة على الطفل,, ونتائج هذه الاختبارات والمقاييس هي التي تحدد ما إذا كان الطفل يمتلك موهبة أم لا. ويجب ان نتطرق إلى أهمية اكتشاف الموهبة مبكراً حيث انه يوجد اتفاق بين العلماء علما انه كلما تم التعرف على الموهبة في الطفل مبكراً تمكن الأخصائيون من إعداد وتوفير الخبرات التعليمية المناسبة لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو لهذا الطفل. ويجب ان يكون هناك تعاون بين المعلم وأسرة الطفل الموهوب فقد يتطلب الأمر ضرورة مساعدة المعلم لأسرة الطفل الموهوب الذي يخفقون في توفير ما يحتاج إليه الطفل من خبرات وقد لا يتعاملون معه بطريقة صحيحة نتيجة لما تكون لديهم من اتجاهات خاطئة. من المحزن كثيراً ان نرى بعض المعلمين يتعامل مع الموهبة بتجاهل وعدم اهتمام حيث ان ذلك يؤدي إلى تراجع الموهبة لدى الطفل وربما اختفائها وبذلك نكون قد خسرنا فردا وعنصرا في غاية الأهمية لمجتمعنا,, لذلك نحن نتمنى توسيع مجالات الاهتمام بهذه الفئة أكثر وتوفير اخصائي واخصائيات تربية خاصة في جميع المدارس لاكتشاف الموهوبين ووضع برامج وخطط تربوية وتعليمية خاصة لهم. فمزيدا من الاهتمام بأطفالنا الصغار ,, ليبقى أطفالنا أكثر قوة وفهما وتخطيا لحواجز الخوف والتعثر نحو عالم لا يدين إلا للنابهين من أولئك الناس الذين ينظرون للمستقبل بكل ثقة واطمئنان مع تمنياتي للجيل الجديد بدوام التوفيق في عامهم الدراسي. أحمد بن إبراهيم اليوسفي المرشد الطلابي بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل