أكد معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان أن الجامعة تشرفت بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على رئاسة اللجنة العليا لأوقاف الجامعة، فكان له يرعاه الله بعد توليه الرئاسة الدور الكبير في دعم هذا المشروع ونقله من إطاره النظري إلى حيز الواقع بجهود كبيرة ودعم مستمر وعناية من لدنه يرعاه الله، فكان تأسيس الفكرة وانطلاق العمل في المرحلة الأولى من هذا المشروع الوقفي ثمرة من ثمار رعايته وتوجيهه يحفظه الله. ومما يبعث على الفخر والاعتزاز أن مجتمعنا السعودي تنمو في داخله بذور الخير والمبادرة للعطاء بدليل التفاعل الإيجابي لعدد من شرائح المجتمع الذين سارعوا للإسهام في مشروع الوقف، حيث تبرع عدد من رجال المال والأعمال والمؤسسات بتكاليف إنشاء أربعة أبراج بقيمة (550) مليون ريال، كما تبرع رجال أعمال آخرون بأربع وحدات تبلغ تكاليف إنشائها (110) ملايين ريال، يأتي ذلك إيماناً منهم بالنظرة الإسلامية الحاثة على الوقف، والقناعة أيضاً بأهمية دعم المشروعات الهادفة لنشر ثقافة المعرفة باعتبار العلم طريق النهضة وسلم الحضارة والتطور. كما أن برنامج كراسي البحث ساهم بتمويل أوقاف الجامعة بمبلغ (350) مليون ريال. كما أكد الدكتور العثمان، بأن كثافة بذور الخير والدعم في مجتمعنا لم تنحصر على شريحة رجال الأعمال بل تجاوزتهم إلى شرائح أخرى ذات دخل محدود حرصت على أن تترك لها في الحياة غرس خير يدوم عطاؤه ونفعه بعد رحيل صاحبه ليستمر عمل الإنسان حتى بعد موته، فكان أن استقبلت أوقاف الجامعة متبرعين من داخل الجامعة لصالح الوقف وأهدافه فقدموا إسهامات مادية في حدود قدرتهم، وتنوع هؤلاء بين أعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب سيظل ذكرهم حياً وعملهم الخيري هذا مستمراً. وأوضح الدكتور العثمان بأن مشروع أوقاف الجامعة غرس جديد في أرض التعليم داخل بلادنا بادرت إليه جامعة الملك سعود لتكون أنموذجاً يحتذى في هذه الفكرة المرتكزة على مد جسر الصلة نحو العمل المشترك بينها وبين المجتمع تجسيداً لمفهوم الشراكة المجتمعية الذي تحرص الجامعة على تفعيله. وأوضح الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحركان، أمين عام أوقاف الجامعة، بأن مشروع (أبراج الجامعة) يمثل المرحلة الأولى لمجموعة من مشاريع أوقاف الجامعة، ويتميز موقعه في الركن الجنوبي الغربي من أرض الجامعة على تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الملك خالد بالعديد من المميزات: حيث يقع المشروع قريباً في جهته الجنوبية الشرقية من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وواحة الأمير سلمان للعلوم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، وفي جهته الجنوبية الغربية الحي الدبلوماسي والكثير من الهيئات والمؤسسات، وفي جهته الشمالية الغربية الدرعية؛ التي تشكل معلماً تاريخياً ومقصداً سياحياً، ومن جهته الشمالية الشرقية مركز الملك عبدالله المالي بما يحتويه من استخدامات متعددة. ولا يخفى على أحد أن طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز في طور التحول إلى طريق سريع على غرار طريق الملك فهد إضافة إلى مرور خط القطار الذي يربط شرق الرياض بغربها خلال طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ وهذا بدوره يزيد ويعظم من أهمية المشروع والقيمة المضافة للمدينة الجامعية وبالتالي يعكس قيمة وجدوى الاستثمار في هذا الموقع المتميز. ولتحديد الاستخدامات المناسبة لعناصر المشروع فقد تم دراسة وتحليل وزيارة العديد من التجارب المعاصرة للوقف في المؤسسات التعليمية المحلية والإقليمية والعالمية، وأثبتت هذه التجارب أن المشاريع متعددة الاستخدام هي الأكثر جدوى في مثل هذه الحالات نتيجة لأن هذه الاستخدامات المتعددة تعتمد وتغذي بعضها البعض وبالتالي تشكل التوازن المطلوب لاستمرارية الحيوية في تلك المشاريع. وقد تم الاعتماد على هذه النتيجة كمنطلق رئيسي لعناصر ومكونات المشروع بما يشتمله من استخدامات فندقية ومكتبية وطبية وتجارية وترفيهية بالإضافة إلى مركز مؤتمرات. وقد تم توزيع عناصر ومكونات المشروع، بعد اعتبار التوسعات المطلوبة لطريق الملك عبدالله، على تسعة أبراج ستة منها على طريق الملك عبدالله وتشتمل على أربعة أبراج مكتبية، وبرجين لأجنحة فندقية يقوم على تشغيلها وإدارتها مجموعة فنادق عالمية، وثلاثة أبراج على طريق الملك خالد تشتمل على برج طبى وبرج مكتبي وبرج فندقي خمس نجوم. ويتوسط هذه المجموعة من الأبراج مركز للمؤتمرات يحتوى على ستة مدرجات متفاوتة السعة وقاعة محاضرات رئيسية تسع حوالي (2500) شخص، بالإضافة إلى العديد من قاعات الاجتماعات متفاوتة المساحات ويقع أسفله مركز تجاري وترفيهي متميز. ويحيط مركز المؤتمرات بالبرج الرئيسي الذي يتوسط عناصر المشروع ويحتوى على فندق سبعة نجوم وأدوار مكتبية متميزة. ويمثل هذا البرج علامة معمارية وعمرانية ومنارة للعلم والمعرفة على طريقي الملك عبدالله والملك خالد وعلى مدخل مدينة الرياض من الجهة الغربية، وينفتح في إطلالته على جامعة الملك سعود، والذي تشرفت الجامعة بموافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين على إطلاق اسمه على هذا البرج الرئيسي ليكون (منارة الملك عبدالله للمعرفة) وهذا يؤكد على أهمية الأوقاف وحرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على تكريم العلم والعلماء. وبالإضافة إلى التشكيل المبدع والجمالي لمباني وأبراج المشروع، وتوفير مسارات للمشاة تربط كافة أجزاء المشروع، وتحقيق السلاسة في الحركة المرورية للسيارات داخل وحول المشروع، وتوفير العدد الكافي من مواقف السيارات لكل جزء فيه، فقد تم التوجيه باعتبار الإطلالة الرئيسية لهذه الأبراج نحو المناطق الداخلية للجامعة وتوظيف المعالجات المعمارية الأصيلة للواجهات في الجهات الجنوبية والغربية من المشروع مراعاة واحتراماً لخصوصية المناطق المجاورة. الجدير بالذكر أن إجمالي المساحة البنائية للمشروع بلغت (379.942) متر مربع، ويحتوي على (6.414) موقف. وبفضل من الله وتوفيقه فقد أثمر الدعم اللا محدود الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة، وحثه لرجال المال والأعمال على دعم هذا المشروع الخيرى، حيث زاد مجموع التبرعات التي خصصت للأوقاف عن مليار ريال. وقد كرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - في حفل تدشين المشاريع الإستراتيجية بالجامعة المتبرعين لأوقاف الجامعة. وقد اشتملت التبرعات على أربعة أبراج وقفية كما يلي: برج الشيخ محمد حسن العمودي المكتبي: البرج الثاني من الجهة الشمالية لمجموعة الأبراج الواقعة على طريق الملك خالد، ويتميز بموقعه المتوسط بين البرج الطبى والبرج الفندقي ذي الخمس نجوم. وتبلغ إجمالي المساحة المبنية للبرج 54.217م2 منها 19.119م2 مخصصة كمساحات مكتبية موزعة في أحد عشر دوراً متكرراً كل دور مقسم إلى جناحين يشتمل كل منهما على فراغات مكتبية متنوعة المساحات والتي يمكن دمجها لزيادة المساحة طبقاً للمطلوب. كما أن منصة المبنى تحتوى على ثلاثة أدوار متكررة لمواقف السيارات تقع بعد الدور الأرضي الذي يشتمل على بهو المدخل وعدد من المحلات التجارية المتخصصة وقاعات اجتماعات مختلفة المساحات لدعم الاستخدامات المكتبية بالأدوار المتكررة، أما دور القبو فيحتوى على مواقف للسيارات، ويبلغ العدد الإجمالي لمواقف السيارات المخصصة لهذا البرج 587 موقف. برج الراجحي الطبي: أول برج من الجهة الشمالية لمجموعة الأبراج الواقعة على طريق الملك خالد مجاوراً لمدخل الجامعة الغربي وبالقرب من المجمع الطبي للجامعة ويقدم خدمات صحية عالية الجودة؛ ويشتمل على عدد من العيادات الخارجية وخدماتها المساندة بالإضافة إلى مراكز طبية متخصصة. وتبلغ إجمالي المساحة المبنية للبرج 35.883م2، منها 19.563م2 مساحات مخصصة للاستخدامات الطبية موزعة على سبعة أدوار متكررة بالإضافة إلى منصة المبنى المحتوية على المداخل والمراكز الطبية المتخصصة، ويتوافر عدد 330 موقف للسيارات بدور القبو والمواقف السطحية. برج المعلم محمد بن لادن المكتبي: يقع في الجهة الشرقية لمجموعة الأبراج الواقعة على طريق الملك عبدالله، ويتميز بموقعه المجاور لمدخل الجامعة الجنوبي (مدخل الكتاب). وتبلغ إجمالي المساحة المبنية للبرج 26.619م2، منها 8.400م2 مخصصة كمساحات مكتبية موزعة في سبعة أدوار متكررة كل دور يشتمل على فراغات مكتبية متنوعة المساحات والتي يمكن دمجها لزيادة المساحة طبقاً للمطلوب. كما أن منصة المبنى تحتوى على دور مواقف للسيارات يقع بعد الدور الأرضي الذي يشتمل على بهو المدخل وعدد من المحلات التجارية، أما دور القبو فيحتوى على مواقف للسيارات، ويبلغ العدد الإجمالي لمواقف السيارات المخصصة لهذا البرج 298 موقف. برج الشيخ صالح كامل: يقع في الجهة الشرقية لمجموعة الأبراج الواقعة على طريق الملك عبدالله، ويتميز بقربه من مدخل الجامعة الجنوبي (مدخل الكتاب). وتبلغ إجمالي المساحة المبنية للبرج 32.924م2، منها 12.000م2 مخصصة كمساحات مكتبية موزعة في سبعة أدوار متكررة كل دور يشتمل على فراغات مكتبية متنوعة المساحات والتي يمكن دمجها لزيادة المساحة طبقاً للمطلوب. كما أن منصة المبنى تحتوى على دور مواقف للسيارات يقع بعد الدور الأرضي الذي يشتمل على بهو المدخل وعدد من المحلات التجارية، أما دور القبو فيحتوى على مواقف للسيارات، ويبلغ العدد الإجمالي لمواقف السيارات المخصصة لهذا البرج 373 موقف. وقد قدمت جامعة الملك سعود شكرها وتقديرها لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض بالإنابة ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بالإنابة بمناسبة صدور الموافقة على هذا المشروع الخيري (مشروع أبراج الجامعة) في الاجتماع المشترك للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط لمدينة الرياض المنعقد في مقر الهيئة العليا بحي السفارات يوم الثلاثاء 1-2-1430ه. ويسر أوقاف الجامعة أن تقدم الدعوة للمتبرعين والمتبرعات من قطاع المال والأعمال وكذلك المؤسسات والخريجين والخريجات للمساهمة في تمويل مشاريع أوقاف الجامعة والتي تهدف إلى تعزيز واستقرار الموارد الذاتية للجامعة أسوة بالجامعات العالمية البحثية الرائدة. رقم حساب أوقاف جامعة الملك سعود في بنك الرياض (2410055909940). وقد أعرب سعادة وكيل جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس بهذه المناسبة عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة على ما يبذله من جهود كبيرة في دعم أوقاف الجامعة ومتابعتها، والتي من ثمراتها موافقة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على تسمية البرج الرئيس في مشروع أوقاف الجامعة باسم (منارة الملك عبدالله للمعرفة). وأشار سعادة وكيل جامعة الملك سعود إلى أن (منارة الملك عبدالله للمعرفة) هي جزء من مشروع أوقاف الجامعة الذي يهدف إلى إحياء مفهوم الوقف والاستفادة منه كما كان في تاريخنا العريق، بحيث يكون للجامعة مواردها المالية الثابتة التي تمكنها من القيام بدورها في منظومة مجتمع المعرفة الحديث. وجدد الدكتور الرويس في ختام حديثه شكره وامتنانه للاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للعلم والمعرفة. من جهة أخرى، أكد الدكتور منصور بن سليمان السعيد، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، بأن الوقف يعتبر أساساً متيناً لأي صرح علمي يتطلع إلى الريادة ولقد كان الوقف هو الأساس التي قامت عليه الحضارة الإسلامية في جانبها الاجتماعي وقد تعددت صور الأوقاف وتباينت تبايناً كبيراً حسب المتطلبات الاجتماعية ولذا نجد أن الوقف دخل تقريباً جميع مناحي الحياة وكان من أهم هذه الأوقاف هو الوقف الذي يخص التعليم، لهذا فأن أوقاف جامعة الملك سعود تعتبر احياءً لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وسوف يكون أساس الصرح الذي سوف تشيد عليه جامعة الملك سعود في صورتها الجديدة التي تعتمد على الاستقلالية في الموارد التي تتيح لها حرية علمية مطلقة تجعلها تتقدم بخطى ثابتة مخطط لها دون أن تتأثر بالتقلبات خاصةً الاقتصادية مما سيوفر الحد الأدنى من التمويل الذاتي والاستقرار المالي للجامعة. ولهذا أتوقع لجامعة الملك سعود أن تحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين للجامعات السعودية في زمن قياسي بإذن الله وستتمكن الجامعة من خلال أوقافها من تعزيز مواردها الذاتية واستقطاب الباحثين والموهوبين والمتميزين ودعم برامج البحث والتطوير ورعاية الموهوبين ومساعدة المرضى في المستشفيات الجامعية وغير ذلك من جوانب أعمال البر الأخرى، ولا شك أن تشرف الجامعة بأن يكون صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض هو رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة أعطى دعماً كبيراً لهذا المشروع الحيوي الهام الذي سيساعد بإذن الله الجامعة في خطواتها الحثيثة نحو تميز علمي منشود. ولقد أولت المراكز العلمية العالمية أهمية قصوى للوقف فنجد مثلاً أن جامعة هارفرد الأمريكية قد بلغت قيمة أوقافها لعام 2008 مبلغ 34 مليار دولار. كما أن جامعة مثل جامعة الملك سعود تطمح أن تكون لها ريادة علمية متميزة تستطيع أن تنافس من خلالها أرقى الجامعات العالمية لا غنى لها عن أن يكون لديها أوقاف تعد شريكاً استراتيجياً لها في تحقيق أهدافها، واجدها فرصة سانحة لأدعو الجميع للمساهمة في هذا المشروع الذي لا ينقطع أجره من ناحية وليكون المتبرع شريكاً أساسياً في نجاح هذه الجامعة العريقة. وقال الدكتور حاتم بن عبدالرحمن أبو السمح، وكيل الجامعة للتطوير والجودة، لقد أظهرت التجارب أن الجامعات العالمية التي أحرزت الريادة كانت من الجامعات التي كونت لنفسها أوقافاً تضمن لها استمرارية الدعم المالي للأنشطة التطويرية والتوسع في الأنشطة البحثية، لذا فقد أقدمت جامعة الملك سعود - كما هي عادتها- على هذه الخطوة الرائدة بين جامعات مملكتنا الحبيبة، وهي تأسيس أوقاف جامعة الملك سعود التي يرأس لجنتها العليا باذلاً جهوداً كبرى لإنجاحها وتحقيق رسالتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وعضوية رواد مجتمع الأعمال في الوطن وهذه الخطوة العملاقة في تاريخ الجامعة توطد العلاقة بين الجامعة والمجتمع إلى أبعاد جديدة. وكلنا أمل أن تحذو جامعات المملكة حذو الجامعة لكي يتحرك التعليم العالي في منظومة واحدة وتستفيد جامعاتنا من التجارب والخبرات الداخلية لها. ولقد دعمت قيادتنا الحكيمة هذا التوجه وبقي علينا أن نثبت جدارتنا في خوض تجارب جديدة وأن نحسن استخدام الموارد التي هي أمانة في أعناقنا. ومن جهته، أكد الدكتور زياد بن عثمان الحقيل، وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية، بأن جامعة الملك سعود سعت - تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله - نحو تطوير أدائها وتعزيز برامجها الأكاديمية المختلفة من خلال تعزيز مواردها المالية بطرح برنامج واضح المعالم والرؤية والأهداف ومعروف مقاصده، وهو برنامج الأوقاف والذي سيكون بإذن الله سبباً للارتقاء بجودة المخرجات التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، حيث يمثل هذا البرنامج إحدى الوسائل الرئيسية للشراكة المجتمعية وذلك من خلال تمكين الآخرين من المساهمة في دعم الجامعة من خلال أصدقائها من الخريجين ورجال الأعمال والراغبين بالأعمال الخيرية. كما أن إنجاح برنامج أوقاف الجامعة لا يمكن أن يكون معتمداً على جهود العاملين فقط، لذلك سعت الجامعة وما زالت لأن يكون كل مهتم بهذا المجال الواسع والمتشعب جزءاً من تكوينها ومضمونها وهدفها وغايتها من خلال مزيج من التكافل الإنساني نحو رعاية مجتمع المعرفة حيث يؤدي تعزيز الموارد المالية إلى الريادة والتميز ويدفع بمملكتنا الحبيبة لمقدمة الدول المتحضرة. ولا يخفى أن دعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله لجامعة الملك سعود بشكل عام وبرنامج الأوقاف بشكل خاص كان له أكبر الأثر في وضع هذا البرنامج موضع التنفيذ، وهم بذلك يعيدون للأذهان ما كان معروفاً في عصور الحضارة الإسلامية حيث كانت الأوقاف التعليمية منتشرة في حواضر العالم الإسلامي، وأوقاف جامعة الملك سعود ستكون بإذن الله نموذجاً يحتذى به في الجامعات الأُخرى في المنطقة، خصوصاً وأن رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يهبها جهداً ووقتاً ورعاية عززت وجودها وقربت أهدافها، فأسأل الله له الحفظ والرعاية. كما أوضح الدكتور علي بن سعيد الغامدي، وكيل جامعة الملك سعود للتبادل المعرفي ونقل التقنية، أن الجامعة أدركت منذ وقت مبكر حاجة المجتمع الماسة لمواجهة المتغيرات العالمية السريعة فكان من الطبيعي أن تتولى زمام المبادرة والعمل على تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الصناعي والحكومي من خلال نهج إبداعي فكري وتقني ومنهجي. مشيرا إلى أن مشروع الأوقاف يمكن أن يحقق كل هذه الأهداف وذلك من خلال استقطاب أساتذة وطلبة قادرين على الأداء والابتكار في مجالات العلوم والتقنية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والتجارية والصناعية استجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المملكة المستقبلية. وقد نوه إلى أن إنشاء مثل هذه المشروعات المتميزة يتطلب رصد مبالغ كبيرة بصفة مستمرة حتى يكون لدى الجامعة نُخبة من الأساتذة والطلبة وتتوفر لديها أيضاً أفضل المناهج والبرامج التعليمية كما هي الحال بالنسبة للجامعات العالمية المرموقة، مؤكدا أن الجامعة بصدد تطوير خطة إستراتيجية للمشاريع التي تنوي تنفيذها داخل المدينة الجامعية وخارجها من خلال بناء شراكات إستراتيجية مع مطورين متخصصين تسهم الجامعة بمواردها لدعم المشاريع ويتولى المطورون إنشاء تلك المشاريع المتوافقة مع احتياجات وخطط الجامعة بما يضيف قيمة نوعية للمدينة الجامعية وممتلكات الجامعة ويحقق عوائد مجزية تسهم بدعم أنشطة الجامعة. وأشاد الغامدي بالدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة في هذا المشروع مشيرا إلى انه عرف وطوال تاريخه بأنه احد أهم الداعمين لترسيخ ثقافة العمل الخير بين أبناء هذا الوطن. وأضاف الدكتور مساعد بن عبدالله المسيند، وكيل الجامعة للمشاريع، بأن المملكة العربية السعودية تمر اليوم بمرحلة نمو متسارع وعمليات تطوير عملاقة، بتوجيه من ولاة الأمر -حماهم الله - في شتى المجالات، ومن أبرزها قطاع التعليم وبالأخص التعليم العالي. وجامعة الملك سعود ليست بمعزل عن هذا الحراك؛ فقد تبنت الجامعة المبادرة الخاصة بالأوقاف امتثالاً لتوجيه القيادة الرشيدة لتوفير الموارد الذاتية للجامعة بما يمكنها من الريادة وتطوير الأبحاث والمشاركة بصورة فعالة في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية. والوقف في الإسلام شأنه عظيم، وقد أثرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تشير إلى مدى أهمية الوقف منها ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، ولا زال التاريخ الإسلامي ينقل العديد من الصور المشرقة للأوقاف وبالأخص ما كان منها للمدارس ودور العلم والتي أسهمت بدور بارز في خدمة المسيرة العلمية والبحثية في شتى العصور. ولا يقتصر الهدف من الوقف على الجانب البحثي العلمي بل تغذي هذه الأوقاف العلاقة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المختلفة كما تدعم الشراكة مع المؤسسات الاجتماعية والاستثمارية الرائدة على مستوى الأفراد والمؤسسات، إلى جانب دعم البعد الاجتماعي لمجتمع الجامعة من خلال توسيع واستحداث مصارف جديدة ومهمة في التكافل ومساعدة المعوزين وفقا لمرئيات الجامعة، من الأيتام والأرامل من منسوبي الجامعة، واستقطاب طلاب المنح الموهوبين والمتميزين، ومساعدة المرضى في المستشفيات الجامعية. إن فكرة الوقف في الجامعة لم تنحصر روعتها في سبقها ونوعية طرحها وعمق الرؤية في عناصرها، بل تجاوزت ذلك في اختيار أعضائها، فكفى ببرنامج الوقف فخراً رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للجنته العليا، والتي ضمت نخبة من النجباء من أبناء هذا الوطن المعطاء. وقد عد الدكتور محمد بن يحيى الشهري، وكيل الجامعة لشؤون الفروع، أن ما تشهده جامعة الملك سعود في الوقت الحاضر من حراك تعليمي مكثف تمثل في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير التعليم العالي، تحتاج لاستمرارها إلى الكثير من الموارد المالية الثابتة والمتجددة. ومن هذا المنطلق تبنت الجامعة المبادرة الخاصة بالأوقاف لتطوير الموارد الذاتية لها بما يمكنها من الريادة وتطوير مشاريعها والمشاركة في دعم عجلة التنمية العلمية والاقتصادية والاجتماعية لتحفيز الإبداع والتميز تحقيقاً لتطلعات ولاة الأمر - يحفظهم الله - في أن تكون الجامعات السعودية في مصاف الجامعات العالمية. وانطلاقاً من دورها الريادي وتمشياً مع تطلعات القيادة الرشيدة أنشأت جامعة الملك سعود برنامج أوقاف الجامعة بدعم مشكور من ولاة الأمر- يحفظهم الله - لتحقيق جملة من الأهداف تؤدي إلى وقف تعليمي ناجح يحتذى به في قطاعات التعليم العالي بالمملكة وتسهم مع جملة من العناصر الأُخرى إلى مشروع تنموي طموح يسعى ليكون عملاً مؤسسياً متكاملاً ومستمراً. ولقد كان لتولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئاسة اللجنة العليا لأوقاف الجامعة أكبر الأثر في نشاط مشروع الأوقاف لما يلقاه من دعم ومؤازرة كريمة من سموه.