أظهرت بيانات لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) يوم أمس انحسار نمو المعروض النقدي للشهر الثالث على التوالي في شهر يناير ليصل إلى ( 13.87%) من (17.65%) في شهر ديسمبر رغم التخفيضات القوية لسعر الفائدة في الآونة الأخيرة، كما أوضحت البيانات تراجع صافي الموجودات الأجنبية لمؤسسة النقد نحو (1.6%) في يناير عنها في ديسمبر وهو أكبر انخفاض على أساس شهري فيما لا يقل عن 12شهرا. وبحسب الأرقام المنشورة بموقع المؤسسة على الانترنت بلغ صافي الموجودات الأجنبية 1.62 تريليون ريال في يناير مقارنة مع نحو 1.2 تريليون ريال قبل عام، لكن قياسا بالشهور الأخيرة يكون صافي الموجودات الأجنبية في يناير عند أدنى مستوى له منذ أغسطس، ولم تذكر المؤسسة سببا للتراجع. وقالت المؤسسة في تقرير شهري: إن المعروض النقدي (ن3) وهو المقياس الأوسع للنقد المتداول في الاقتصاد زاد إلى 928.17 مليار ريال (247.5 مليار دولار) في يناير مقارنة مع 815.14 مليار ريال قبل عام. ومقارنة مع مستواه في ديسمبر يكون (ن3) تراجع (0.1%) في يناير وهو أكبر انخفاض منذ ابريل، وتظهر البيانات أن التراجع المحدود يعود إلى انخفاض بنسبة (4.3%) على أساس شهري في الودائع محددة المدة والادخارية. كانت مؤسسة النقد السعودي عمدت إلى تخفيف قيود الإقراض المصرفي وخفضت أسعار الفائدة أكثر من النصف منذ أكتوبر في محاولة لتشجيع البنوك على مواصلة الإقراض وسط انحسار الضغوط التضخمية محلياً وأزمة ائتمان عالمية، لكن مطلوبات البنوك من القطاع الخاص وهي مؤشر لثقة الشركات تراجعت للشهر الثالث على التوالي إلى 729.44 مليار ريال من 734.56 مليار ريال في ديسمبر و743.05 مليار ريال في نوفمبر، وتوقع محللون أن يظهر صافي الموجودات الأجنبية للبنك المركزي علامات ضعف نظرا لتراجع أسعار النفط إلى أقل من ثلث ذروتها القياسية فوق 147 دولارا للبرميل التي لامستها في يوليو الماضي . وتظهر تفاصيل بيانات أصول المؤسسة أن (ساما) خفضت الودائع لدى البنوك إلى 353.29 مليار ريال في يناير من 379.49 مليار ريال في ديسمبر، و384.36 مليار ريال في نوفمبر، ولم يطرأ تغير يذكر على استثمارات مؤسسة النقد في الأوراق المالية الأجنبية عند 1.15 تريليون ريال في يناير لكنها لا تزال دون مستوى 1.17 تريليون ريال الذي سجلته في نوفمبر.